أزمة الطاقة.. الوحش المنقض على أوروبا

  • حسين صالحبواسطة: حسين صالح تاريخ النشر: الخميس، 20 أكتوبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 25 ديسمبر 2022
أزمة الطاقة.. الوحش المنقض على أوروبا

ترخي أزمة الطاقة بأثقالها على القارة الأوروبية، ومع اقتراب فصل الشتاء تبحث الدول الغربية عن إجراءات لمواجهة هذه الأزمة، ولو على حساب قضية مكافحة التغير المناخي، التي لطالما روّجت بأنها آمنت بها وعقدت مؤتمرات تحت شعارات براقة عنوانها حماية المناخ.

كذلك أثرت هذه الأزمة على اقتصادات العالم بأكمله، وسياساته أيضاً. وتعمل اليوم دول الاتحاد الأوروبي على تجميد الأسعار وتأميم الشركات وترشيد استهلاك الطاقة لمواجهة الأزمة وارتفاع الأسعار، كما تبحث عن إمدادات جديدة للغاز، في ظل شبه القطع الذي تمارسه روسيا لإمدادتها إلى القارة العجوز وتخفيض مجموعة "أوبك+" إنتاجها النفطي.

أوروبا تنطفئ

وبهذا الصدد، أشار الخبير النفطي ربيع ياغي للبلد أونلاين إلى مرور أوروبا بحالة تخبّط اقتصادي وأزمة تضخم، مؤكداً أن ذلك سيطال كل الدول المستوردة والمستهلكة. وعن المخزون الاستراتيجي الذي تستخدمه دول هذه القارة، أوضح أن هذا المخزون لا يُلجأ إليه إلا في الحالات الطارئة، ولفت إلى أنه يخدم لمدة 40 يوماً كحد أقصى، مضيفاً أن التصريحات حول أنه سيكفي، هو لطمأنة المستهلك الأوروبي فقط.

وأصبحت فرنسا أحدث دولة أوروبية تعلن اتخاذ إجراءات لتوفير الطاقة، وخططٍ لإطفاء برج إيفل قبل الموعد المعتاد، و"تقنين" إضاءة المباني العامة والمتاجر أثناء فترة الليل، وشهدت أيضاً طوابير من السيارات أمام محطات الوقود. كذلك الأمر في ألمانيا، حيث تقترح السلطات المختصة عدم إضاءة المعالم العامة، كبوابة "براندنبورغ" التاريخية، بعد حديث العمدة فرانسيسكا جيفاي بهذا الشأن.

وفي إسبانيا أيضاً، طالبت وزيرة الطاقة البلجيكية تين فان دير ستراتين بوضع حد لإضاءة المباني العامة، وإطفاء نصف أضواء الإنارة في شوارعها أثناء الليل.

أما في بريطانيا، فطرحت الحكومة تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال، رغم انتقادات العلماء لاعتبارهم أن ذلك يهدد التغير المناخي، وأشارت إلى أن البلاد قد تواجه انقطاع كهرباء لـ٣ ساعات في حال لم تؤمن استيراد الكهرباء من أوروبا.

تركيا الأقل تضرراً

لتركيا وضع آخر، نتيجة موقعها الجغرافي الذي يربط القارة الأوروبية بجارتها الآسيوية، بالإضافة إلى سياستها المتوازنة بين روسيا والغرب. حيث تريد أنقرة بذلك إبعاد شبح العتمة عنها، إذ أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده لن تواجه مشاكل خطيرة في الشتاء كأوروبا. وفي هذا الإطار، قال ياغي إن وضع الطاقة مستقر لديها، كون معظم الصادرات الروسية تمر فيها، لكنه أشار إلى أن أنقرة تواجه مشكلة تضخم وهبوط سعر الليرة التركية، ما يؤدي إلى ترشيد استهلاك الطاقة.

روسيا خسرت "عميلها الأول"

أما بالنسبة لروسيا، فقد لفت ياغي إلى أن موسكو متضررة أيضاً من هذه الأزمة، لكن ضررها يأتي على الصعيد الاقتصادي فقط، مشيراً إلى أنها خسرت العميل الأول لديها بصادرات النفط الروسي وهو أوروبا، وقال إن موسكو عوّضت هذه الخسارة جزئياً باستبدال القارة الجارة، بالصين والهند. وتابع أن صادرات روسيا من النفط تراجعت بنسبة 40-50%، مؤكداً "رغم ذلك أن شعبها لن يعاني من ارتفاع أسعار الطاقة، لأن إنتاجها محلي ولديها اكتفاء ذاتي".