فرع المعلومات يعتقل طبيباً سورياً متورطاً مع "الموساد"

  • تاريخ النشر: السبت، 10 سبتمبر 2022 آخر تحديث: الإثنين، 12 سبتمبر 2022
فرع المعلومات يعتقل طبيباً سورياً متورطاً مع "الموساد"

أوقف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي طبيباً سورياً يعمل لصالح الموساد الإسرائيلي، دخل لبنان عبر مطار بيروت خلال شهر آب الماضي. ورُصِدَ الطبيب أثناء متابعة ضباط الفرع للحسابات الإلكترونية المستخدمة من قبل ضباط أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية التي يتواصلون عبرها مع عملاء أوقفوا في وقت سابق، حيث حُدِد شخصٌ يستخدم أرقاماً سورية وسويدية تواصلت مع الموساد الإسرائيلي بين العامين 2020 و2022، ليتبين أنها تنشط في محيط مطار بيروت الدولي.

وبحسب تقارير صحفية، فقد كان الطبيب معن يوسف(مواليد اللاذقية في العام 1969)يأتي من السويد إلى بيروت ثم ينتقل براً إلى سوريا. وأُبلغ القضاء ليعطي إشارته لجهاز أمن السفارات لتوقيف الطبيب السوري أثناء محاولته مغادرة مطار بيروت، وتم تسليمه إلى فرع المعلومات. وبالتحقيق معه، أفاد أن شخصاً تواصل معه عبر البريد الإلكتروني في العام 2018 وأعلمه بأنه يدعى كريستوفر ويعمل في شركات تُعنى بالبيئة وتنقية المياه، عارضاً عليه المساعدة في مشروع تنقية المياه في سوريا، وزاعماً أن هذه المشاريع خيرية ومجانية. فأبلغه موافقته ليحصل تواصل هاتفي بينهما قبل أن يلتقيا بعد نحو شهر في فندق الشيراتون في استوكهولم حيث جرى الحديث عن المشروع، واقترح الطبيب أسماء أشخاص للعمل معه في المشروع ومنهم شقيقاه لؤي ومازن، علماً أن الأول عقيد متقاعد في الجيش السوري والثاني عميد في الجيش ويقع مركز خدمته في قسم الهندسة الطوبوغرافية (تقاعد بداية العام الحالي)، إضافة إلى زوجة شقيقه التي تعمل مهندسة مدنية في البلدية. وأفاد الطبيب بأنه نقده في نهاية اللقاء 150 يورو بدل تنقل من اسكلستونا إلى استوكهولم وبدل تعطيل يوم. وأبلغ الطبيب المحققين أنه تواصل مع عدد من الأطباء السوريين طالباً منهم تزويده بأسماء المناطق التي تحتاج إلى تنقية المياه، ثم اختار صحنايا الواقعة في ريف دمشق.
وتفيد التقارير الصحفية، أنه في اللقاء الثاني حضر كريستوفر برفقة شخص آخر عرفه به على أنه خبير في تنقية المياه، وقد طلبا منه في نهاية اللقاء أن يحضر خريطة جغرافية عن توزيع شبكة المياه في البلدة، وطُلب منه التقاط صور لأماكن خزانات المياه والأماكن التي ستُستخدم لتكرير المياه. وحصلت لقاءات عدة بينهم كانت خلالها تُطلب مستندات وصور وخرائط جديدة وكان الطبيب يلبي الطلبات مقابل مبالغ مالية اعتبرها بدل أتعاب وبدل سفر وحجوزات.
واستمر التواصل مع «مدير المشروع» بمعدل مرة أسبوعياً حيث بدأ يتواصل مع والده وشقيقيه لؤي ومازن. ويقول الموقوف إنه حتى شهر تموز العام 2020 كانت جميع اللقاءات تتمحور حول مشروع تنقية المياه، لكن منذ شهر آب 2020 بدأ التحول الذي فهم عبره الطبيب طبيعة العمل الأمني. اتصل به بعد ذلك عبر تطبيق الواتساب وطلب منه تحميل برنامج مخصص للتشفير وشرح له تفصيلياً الخطوات اللازمة. وطلب منه تفعيل تطبيق الواتساب على الخط السويدي على أن يتواصل منه مع شقيقه مازن الضابط في الجيش السوري.

 وأبلغ الطبيب المحققين أن صاحب المشروع، تصرف معه بطريقة مختلفة عن السابق، وكان يتوجه له بلغة الأمر. وأظهر جدية وصرامة لم يُظهرها في أي وقت سابق. وأنه اكتشف أن ما يسعى وراءه لا يمت إلى الأعمال الخيرية بصلة، إنما تبين له أنه كان يتواصل مع أحد ضباط الموساد الإسرائيلي الذي يسعى لمعلومات أمنية من أشقائه في سوريا، وأنه اتُخذ وسيطاً لإتمام مهمته كون تواصله مع أشقائه في سوريا لن يُثير الريبة والشكوك لدى الأجهزة الأمنية.

ويقول الطبيب في إفادته إنه فور وصوله إلى سوريا اجتمع بوالده وشقيقيه لؤي ومازن وأعلمهم أن ليس هناك أي مشاريع خيرية وأن الشخص الذي يتعاملون معه ضابط في الموساد الإسرائيلي. فجرى نقاش بينهم ثم قرروا متابعة التواصل والتعامل معه.
استُكمل التحقيق مع الطبيب الموقوف الذي عاد واعترف أنه من أقنع شقيقه مازن بالعمل مع المشغل الذي كان يطلب منه الاستمرار بتحفيز شقيقه على استكمال العمل مقابل مبالغ مالية.