الاحتجاجات تهزّ إيران ولا تسقط نظامها

  • حسين صالحبواسطة: حسين صالح تاريخ النشر: الأربعاء، 07 ديسمبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 25 ديسمبر 2022
الاحتجاجات تهزّ إيران ولا تسقط نظامها

الاحتجاجات  التي لطالما اندلعت بين فترة وأخرى في إيران، كانت هذه المرة بصورة مختلفة عن سابقاتها، بعد مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، إذ جعلت طهران تقدم على خطوة تُعتبر كبيرة بالنسبة للجمهورية الإسلامية وهي حل هذا الجهاز، الذي كان رجاله يتجولون في الشوارع والأسواق لمراقبة اللباس العام للمواطنين ولا سيما النساء. كذلك قرر البرلمان والسلطة القضائية إجراء مراجعة لقانون الحجاب الذي أصبح إلزامياً منذ العام 1983.

وتعليقاً على الاحتجاجات الإيرانية، قال رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان" فارس سعيد إن الجميع كان يراهن على انتهاء هذه الاحتجاجات بعد فترة، لكنها تشتعل أكثر فأكثر مع مرور الوقت، وسأل: "هل ستؤدي إلى إسقاط النظام؟"، وأجاب بنفسه: "أشكّ، لكنها ضربت صورته وأجبرته على التبدل في الداخل". وأضاف أن صورة النظام الإيراني باتت في دائرة التشكيك لدى كل دوائر القرار السياسية والإعلامية في العالم. فيما أشار المحلل السياسي فيصل عبد الساتر  إلى أن ما يحدث في إيران سيغير واقع الحال في بعض الأمور، ورجّح أن يشكل حل شرطة الأخلاق انعطافاً كبيراً على مستوى الواقع الاجتماعي والحياتي، لكنه قال إن "النظام في إيران ليس هشاً ليتغيّر جذرياً".
وحول احتمال تأثر بعض دول وأطراف الإقليم بهذه التطورات، رأى سعيد أن من مسؤولية لبنان والعراق وسوريا مواجهة وضع  اليد عليها من جانب إيران. أما عبد الساتر فاعتبر أن الثوابت الإيرانية المتعلقة بدعم حركات المقاومة في المنطقة ليس لها علاقة بالنظام الإيراني.

وعلى الصعيد الدولي، وخصوصاً في العلاقات الإيرانية – الأميركية، رأى عبد الساتر أن موقف إيران الحالي قد يصبح أكثر تصلباً في الملف النووي، ولفت إلى أن مشكلة واشنطن ليست النظام الإسلامي، مضيفاً أنها قبلت بحركة "طالبان" في أفغانستان بعد محاربتها. فيما استبعد سعيد مساهمة الاحتجاجات في زيادة التوترات بين واشنطن وطهران.

لا شك أن الوضع الحالي في إيران يشهد حالاً من التموجات، بانتظار تبلور المشهد القادم في الجمهورية الإسلامية وتأثيراته على المنطقة، لكن من الثابت أن الأحداث الحالية ستترك بصماتها على المستويين الداخلي والخارجي .