بايدن: هدفي توجيه العلاقات مع السعودية لا قطعها

  • تاريخ النشر: الإثنين، 11 يوليو 2022
بايدن: هدفي  توجيه العلاقات مع السعودية لا قطعها

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيسعى إلى تعزيز شراكة استراتيجية مع السعودية، وذلك خلال زيارته المملكة الأسبوع الحالي، موضحاً أن هذه الزيارة تأتي في وقت حيوي للمنطقة، وستعزز مصالح أميركية مهمة. وأشار إلى أن منطقة شرق أوسط أكثر أمناً واندماجاً تفيد الأميركيين بطرق عدة، وممراتها المائية أساسية للتجارة العالمية، ومواردها الطاقوية حيوية وتُسهم في التخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية لحرب روسيا في أوكرانيا

   رسالة إلى الجمهور الأميركي

وخاطب بايدن الناخبين الأميركيين، باعتباره مفتاح البقاء في السلطة، أو في المدى المنظور مفتاح الحد من الخسائر المتوقعة في الانتخابات النصفية. وقال إن الأميركيين يدركون أن التضخم، الذي بلغ المستوى الأعلى منذ أكثر من أربعين عاماً، يتعلق ببطء سلاسل التوريد في استيعاب عودة الاقتصاد إلى حجمه الطبيعي تقريباً بعد تراجع "كورونا"، كما يتعلق بتداعيات حرب أوكرانيا التي رفعت أسعار الطاقة. ورأى أن إحدى الطرق الأساسية لكبح جماح أسعار النفط تكمن بالتواصل مع السعودية لا عزلها.

الجناح اليساري

انتقل الرئيس الأميركي إلى نقاط أكثر تحديداً، وقال إن الجناح التقدمي أو اليساري في حزبه، يعتبر أن السياسة الأميركية تجاه السعودية هي إحدى نقاط الخلاف بين الجمهوريين والديموقراطيين عموماً، وبشكل أخص الجناح اليساري الداعي إلى أكبر تشدّد ممكن مع المملكة. وشرح بايدن سياسته الجديدة أمام هذا الجناح من خلال ما يتخطى تسليط الضوء على المصلحة الأميركية المباشرة من هذه الزيارة ولكي يبدو أكثر إقناعاً لليسار، ذهب إلى مقارنة سياسته السعودية بسياسة سلفه دونالد ترامب تجاهها.

وأشار إلى أنّ الشرق الأوسط أكثر استقراراً بعد ثمانية عشر شهراً على استلامه السلطة. فحين وصل إلى البيت الأبيض، كانت حرب اليمن تتصاعد من دون مسار سياسي في الأفق وازدادت تحذيرات مجتمعه الأمني من أنّ المنطقة تخضع لضغوط كبيرة. لهذا السبب، فعّل بايدن الديبلوماسية ممّا أنتج الهدنة في اليمن بحسب تعبيره. ونتيجة لذلك، كانت الأشهر القليلة الماضية في اليمن الأكثر سلمية في سبعة أعوام، وكان اليسار في الكونغرس من أوائل الذين اقترحوا قطع الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية إلى السعودية في حربها ضدّ الحوثيين.

مقارنة مع سياسة ترامب

ولفت الرئيس الأميركي إلى أنّ ترامب خرج من الاتفاق النووي دون أن يجد بديلاً، وسعت الإدارة السابقة إلى إدانة إيران لهذا السلوك، ووجدت الولايات المتحدة نفسها معزولة ووحيدة.

مقتل خاشقجي

وكشف بايدن حقيقة ما أعلنه المجتمع الاستخباري بشأن قتل الصحافي جمال خاشقجي، وفرض عقوبات جديدة على المتورطين، وإصدار 76 حظر تأشيرة بموجب قانون جديد يستهدف أي شخص يضايق المعارضين في الخارج ويمنع من دخول الولايات المتحدة.

وأثار بايدن نقطة أخرى تبيّن حجم تعارض سياسته مع سياسة سلفه حتى ولو كانت هنالك بعض المبالغات. فالإدارة السابقة، أي إدارة ترامب، بدأت تخفّف دعمها للسعودية في اليمن بعد قتل خاشقجي، كما فرضت عقوبات على عشرات السعوديين الذين قالت إنهم متورطون في عملية القتل.
خطوات سعودية إيجابية
ولفت بايدن إلى أنّه لا يقوم بـإهداء السعودية مكسباً مجانياً من خلال هذه الزيارة، وإنّما تعاون معها بعدما أظهرت سلسلة من الخطوات الإيجابية، موضحاً أن "الرياض ساعدت في استعادة الوحدة بين الدول الست في مجلس التعاون الخليجي، ودعمت بشكل كامل الهدنة في اليمن، وهي تعمل الآن مع خبرائي للمساعدة في زرع الاستقرار في الأسواق النفطية مع منتجين آخرين في أوبك". وأكد أنّ هدفه إعادة توجيه، لا قطع  العلاقات مع دولة كانت شريكة استراتيجية طوال 80 عاماً.

ولفت بايدن إلى أنه سيكون أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ هجمات أيلول 2001 من دون قوات أميركية منخرطة في القتال.

وذكّر الأميركيين بأنّه حقّق مطلباً شعبياً بإنهاء الحروب التي لا تنتهي، بعدما انسحب من أفغانستان وأنهى المهمة القتالية لقواته في العراق.

وعاد إلى الواقعية السياسية مع السعودية مشدداً على الهدف الأساسي وهو مواجهة "الاعتداء" الروسي على أوكرانيا، بالإضافة إلى التغلب على الصين والعمل لاستقرار الأمور، مؤكداً أن تحقيق كل هذا يتطلب التواصل مع دول قادرة على التأثير في هذه النتائج، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية واحدة منها.