بين أميركا وروسيا.."كِش ملك"

  • حسين صالحبواسطة: حسين صالح تاريخ النشر: الثلاثاء، 02 أغسطس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022
بين أميركا وروسيا.."كِش ملك"

إنهزام ألمانيا في معركة العلمين على الأراضي المصرية، كان نقطة تحول كبيرة في العالم، انتهت بعدها الحرب العالمية الثانية، وظهرت قوتان عظميان تمثلتا بالولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، ما أدى لإضعاف دول أوروبا، فانقسم العالم لكتلتين: كتلة شرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي وكتلة غربية بزعامة أميركا، فيما بعد انهار الاتحاد ولم يفكر الغرب في وقف العداوة مع موسكو، لكنه عاد ببنية جديدة تسمى روسيا، ذات نفوذ عسكري وسياسي واقتصادي، بالتزامن مع تضخم الاقتصاد الصيني وتعملقه أمام الغرب، وعاد الصدام من جديد...

رفض روسي للأحادية القطبية

تتمحور النزاعات اليوم حول إدارة أنظمة العالم، إذ ترفض روسيا النظام الأميركي الذي يتحكم بالدول على مبدأ "الأحادية القطبية"، بمساعدة حلف "الناتو" الذي يضم ثلاثين دولة أوروبية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر ميونخ للأمن العام 2007، إن "الأحادية الأميركية لم تعد ممكنة"، محذراً من مخاطر تمدد الحلف شرقاً، ومستنداً في حديثه على مبادئ القومية الروسية. كما قرر حينها بناء أوراسيا ليصبح منافساً حقيقياً للأحادية الأميركية.

وقال المحلل السياسي جوني منيّر للبلد أونلاين إن روسيا اليوم تريد إظهار أن العالم متعدد الأقطاب وليس أحادياً، مستغلة قوتها العسكرية وقوة الصين الاقتصادية والمالية. وأشار إلى أن النفوذ الأميركي تراجع بشكل كبير على المسرح العالمي، رغم تعثر الروس في البداية بأوكرانيا الذي صب لصالح أميركا، إذ رأى أن واشنطن تحاول استنفاد قوة موسكو، بعدما نجحت روسيا بالتدخل بالحرب السورية سابقاً. ولفت منيّر إلى أن فكرة السيطرة بالنسبة لروسيا تعود لانتقامها من أميركا بسبب العداء التاريخي بين الدولتين.

تغيير نظام العالم

لا شك أن ما يحدث في أوكرانيا يعود لأسباب عدة أبرزها، توسع حلف "الناتو"، لكن مهما علت قيمة الأسباب، يظل السبب الرئيسي هو تغيير النظام العالمي. وتشكل أوكرانيا نقطة قوة كبيرة لروسيا، التي وصفها مستشار الأمن القومي الأميركي زيبيغنيو بريجنسكي في العام 1994  بأنها ثقل موازن حاسم لروسيا، مشيراً إلى أنه إذا سيطرت عليها يمكن أن تعيد إمبراطوريتها من جديد.

الملفت أن مهمة حلف "الناتو" هي الدفاع عسكرياً عن أعضائه وحلفائه، لكنها اختلفت بعد دخول الروس أوكرانيا، فاقتصر الدعم على الماديات والمعنويات، بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن بداية حرب واسعة النطاق في أوكرانيا ستكون نهاية النظام العالمي الذي نعرفه.

الصراع الدائر بين أميركا وروسيا لا يكبّد خسائر للبلدين فقط، بل يؤثر بشكل مباشر على دول العالم من خلال اللعبة الاقتصادية العالمية، والدول الأكثر تأثراً هي الدول النامية، التي تأخذ طرفاً بحسب مصالحها السياسية والاقتصادية، وهنا تكتمل لعبة الشطرنج، بانتظار من سيفوز بفرض سيطرته على العالم...

حسين صالح