جنون الدولار.. ومالكوه يبيعونه " بالقطّارة"

  • ملاك الخليليبواسطة: ملاك الخليلي تاريخ النشر: الأربعاء، 21 ديسمبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 25 ديسمبر 2022
جنون الدولار.. ومالكوه يبيعونه " بالقطّارة"

بعد استقرار دام لفترة وجيزة، عاد التدهور النقديّ ليتلاعب بمصير الليرة اللبنانية ومصير اللبنانيين معاً. وقد شهد سعر صرف الدولار في اليومين الأخيرين ارتفاعاً غير مسبوقاً، حيث لامس الـ 47 ألف ليرة، ولا يزال يتّجه صعوداً نحو الـ 50 ألف ليرة، على ما يبدو. ليكون المزيد من الانهيار "عيدية الناس".

تبعات ما يحدث قد تكون كثيرة وكبيرة، وأولى بشائرها كانت الصرخة التي أطلقها اليوم، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلّوم، محذّراً من الانهيار الحتميّ والتوقف القسريّ لكل القطاع الدوائي في غضون أيام. جميع القطاعات مهدّدة إما بالإفلاس، الإقفال أو التوقّف القسريّ عن العمل، وكما يُقال "يا خبر اليوم بفلوس.. بكرا ببلاش". فصرخة من ستُسمع بعد قطاع الاستشفاء، هل ستكون المواد الغذائية التي تتأثّر حتماً بالدولار في بلد يرتكز على الاستيراد؟، ويُصبح المواطن بذلك، مهدداً بصحته ولقمة عيشه.

وتعليقاً على هذا الانهيار النقدي، أوضح الخبير الاقتصادي لويس حبيقة، في حديث لموقع البلد أونلاين، أن أسباب قفزة الدولار ليست بجديدة وتتمحور حول الوضع السيء في لبنان والذي يزداد سوءاً يوماً بعد آخر، خصوصاً بعد تصريحات السياسيين "الذكية".

ورأى أن اللبنانيين أصبحوا غير مقتنعين بوجود حلول قريبة، وهذا ينعكس على عملية الطلب على الدولار، إذ أصبح ملجأ الناس أينما ذهبوا، لأن كل ما حولهم بات بالدولار، وبالتالي ظهرت الحاجة له بشكل أكبر، مشيراً إلى أن نتيجة ذلك تُترجم بعدم التساوي بين عرض الدولار والطلب عليه، لأن مالكي العملة الخضراء لا يقومون ببيعه "إلا بالقطّارة". وأضاف أن أموال المغتربين لم تُحدث أثراً فعّالاً، لأنهم لا يصرّفون آلاف الدولارت، بل حسب حاجتهم.

وأكد حبيقة أن الدولار "ع طلوع"، فكل ما يجري ينعكس على ارتفاع قيمته، حيث لا يوجد عرض، لافتاً إلى أن "العرض يأتي إما من الناس أو من مصرف لبنان، فيما المركزي حالياً لا يملك الدولار، وغير قادر على شراء الأدوية ولا القمح وحتى الفيول لكهرباء لبنان، لذا لا إمكانية لطرح دولار في السوق".

ورأى أن الدولار قد يصل إلى عتبة الـ50 ألف ليرة قبل رأس السنة أو بعدها، وقد يصل ليلة رأس السنة "ليعيدنا هوي كمان"!

وحمّل حبيقة المسؤولية الأساسية للسياسة والسياسيين  ومشاكلهم التي تزيد الأمور تعقيداً، فيما لا حلول جديّة في الأفق، وسط غياب تامّ للمساعي الدولية بسبب انشغال العالم بمشاكله الاقتصادية والسياسية المستجدّة.