ولي العهد السعودي في الأردن بعد مصر

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 21 يونيو 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 22 يونيو 2022
ولي العهد السعودي في الأردن بعد مصر

شكلت مصر المحطة الأولى لجولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الإقليمية المصغرة، التي تشمل أيضاً الأردن وتركيا، وتتناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتوج ابن سلمان  زيارته القاهرة بلقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وشدد معه على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين. وأفاد بيان سعودي-مصري مشترك أن البلدين توافقا على تعزيز الشراكة الاقتصادية استثمارياً وتجارياً . وتطرق إلى قضايا إقليمية عدة من بينها لبنان، الذي أبدى البيان دعم الإصلاحات فيه ورفض أن يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية.

وعلى هامش الزيارة، تم توقيع 14 اتفاقية اقتصادية بين البلدين اللذين تربطهما علاقات اقتصادية وثيقة يعززها إعلان صندوق الاستثمارات العامة، مع استثمارات تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار. كما تربط الجانبين، علاقات تجارية متنامية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري  خلال السنوات الست الماضية (2016 - 2021) 179 مليار ريال (47.71 مليار دولار)، وازداد حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى مصر بنسبة 6.9 في المئة خلال العام 2021 مسجلاً 7.2 مليارات ريال (1.9 مليار دولار). كما أسهمت السعودية بوديعة بـ5 مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري، ما يسهم في دعم السيولة الأجنبية في مصر على نحو سريع، ويدعم مفاوضات الحكومة المصرية مع صندوق النقد الدولي، ويضمن استقرار سعر صرف الجنيه  في الفترة المقبلة.

وارتقت العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر،  إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي -المصري، وإبرام حكومتي البلدين نحو 70 اتفاقية وبروتوكولاً ومذكرة تفاهم بين المؤسسات الحكومية.

ويقيم نحو مليون مواطن سعودي في مصر، وهي أكبر جالية سعودية في الخارج، كما يفضل السياح السعوديون قضاء إجازاتهم في هذا البلد، حيث يشكلون النسبة الأكبر من بين السياح العرب فيه. في المقابل يوجد نحو 1.7 مليون مقيم مصري في المملكة، يسهمون في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين البلدين.

ومن مصر انتقل ولي العهد السعودي مساء اليوم إلى الأردن، حيث يجتمع مع الملك عبدالله الثاني، بعد عام على ما عٌرف بـ"قضية الفتنة"، التي ذكرت تقارير أن أحد المشاركين فيها كان قريب الصلة من ابن سلمان.

وفي مقابلة تلفزيونية في تموز/يوليو الماضي، قال الملك عبدالله: "نعرف جميعًا أن باسم عوض الله، الذي عمل في السابق في الأردن (مستشار الديوان الملكي الأردني السابق)، هو مستشار رفيع المستوى في السعودية. لاحظنا وجود ارتباطات خارجية في ما يخص هذه القضية. أعتقد أنه بالنسبة للأردن، لن يساعدنا توجيه أصابع الاتهام للآخرين، فهناك ما يكفي من تحديات في المنطقة، ولكن نحتاج للمضي إلى الأمام".

وفي العام المنصرم، صدر بحق باسم عوض الله والشريف الحسن بن زيد قرار بالسجن 15 عامًا بتهمة تقويض نظام الحكم السياسي في البلاد، وخلق فتنة.

من جهة أخرى يزور الأمير محمد بن سلمان تركيا غداً ، حسبما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي أشار إلى أنهما سيناقشان دفع العلاقات بين البلدين إلى "درجة أعلى بكثير" بعد انقطاع دام لفترة طويلة بسبب توتر العلاقات، بعد مقتل الصحافي جمال الخاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول.