ندوة بعنوان "قانون الإعلام.. رؤية مستقبلية" في نقابة المحامين

  • تاريخ النشر: الجمعة، 31 مارس 2023
ندوة بعنوان "قانون الإعلام.. رؤية مستقبلية" في نقابة المحامين

نظمت لجنة النشرة والإعلام في نقابة المحامين في بيروت، ندوة بعنوان "قانون الإعلام، رؤية مستقبلية"، برعاية وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ممثلاً بمستشاره مصباح العلي، وفي حضور نقيب المحامين ناضر كسبار، الوزير السابق عصام نعمان، النائب السابق ناصر قنديل وأعضاء من مجلس نقابة المحامين وعدد من الشخصيات الإعلامية والأكاديمية.
 
وفي الإطار، أشار ممثل وزير الإعلام مصباح العلي إلى أن موضوع قانون المطبوعات مهم جداً وأساسي، ويحمل الكثير من التفاصيل التي تحتاج إلى نقاش معمّق، ولافتاً إلى نقابة المحامين هي المرجع الصالح والمطلوب كشريك أساسي مع وزارة الإعلام من أجل الخروج بقانون إعلام عصري وحديث، معلناً اقتراح الوزير المكاري بتحديد موعد وعقد حلقة للنقاش، حيث أن هذا القانون يحتاج إلى ملاحظات القانونيين في سبيل إغناء النقاش والوصول بالحوار إلى الهدف المنشود.


بدورها، قالت رئيسة لجنة النشرة والإعلام في نقابة المحامين المحامية ديانا رزق الله، إنّ من يدرك مفهوم السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية يدرك أيضاً مفهوم أن هذه السلطة "الجلالة"، أي وسائل الإعلام، هي الأقوى على الإطلاق، مشبرةً إلى أن وسائل الإعلام قولاً وفعلاً  هي الكيان الأقوى على وجه الأرض وهي من تتحكم بعقول الجماهير وهي الوسيلة الفاعلة القادرة على كسر القرارات وتوجيه الأحداث بشكل جذريّ.


وأكدت أن "نقيب المحامين في بيروت الأستاذ ناضر كسبار يجمع في قلبه وروحه وعقله رسالة الدفاع عن الحرية والحقيقة والحقوق، فهو الإعلامي المتميز في نشاطه اليومي لا يتعب ولا يكل عن متابعة أوضاع النقابة وأوضاع المحامين ويطلق الموقف تلو الآخر في الإعلام وفي كل وسائل التواصل الاجتماعي ليس إلّا  حفاظاً على حقوق المحامين، والجميع يشهد على ذلك"، لافتةً إلى لجنة النشرة والإعلام في النقابة دأبت في اجتماعاتها الدورية على مواكبة العصر وتطوراته المتلاحقة بأعضائها، وقد ناقشت بدقة مشروع تعديل قانون الإعلام وأعدّت مقترحات بما يتعلق بتطوير قوانين الإعلام والتكنولوجيا والتواصل والعولمة وسواها علها تساهم في إرساء قواعد متطورة تواكب العصر على مستوى الوطن والعالم. 

من جهته، اعتبر الوزير السابق عصام نعمان  أنه "إذا كانت الصحافة في لبنان أواخر خمسينيات القرن الماضي على هذا القدر من القوة والتأثير، فإنها اليوم باتت مجرد واحدة من مجموعة أدوات الإعلام المتعدد الوجوه والأجهزة والأنماط، لاسيما بعدما أصبح إلكترونياً وقادراً على استخدام كل مبتكرات تكنولوجيا ثورة المعلوماتية والعلم الحديث بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.

ورأى أن "الإعلام في عالمنا المعاصر ليس إحدى السلطات الأكثر نفوذاً في الدولة الحديثة فحسب بل أصبح أيضاً أفعل أدوات السلم والحرب ، لاسيما في الدول الكبرى وبعض الدول المتطورة".
 
وقال: "الصحافة كانت مؤثرة ونافذة عندما كانت ورقية، اليوم أصبحت أكثر عدداً وأكثر انتشاراً وأقوى تأثيراً بعدما أصبح الإعلام إلكترونياً، لأن الإعلام ، الإلكتروني خاصة، أصبح  على هذا المستوى العالي من القوة والنفوذ، فلا غرابة أن يكون قد ارتقى إلى مستوى سلطة متكاملة ومنافسة للسلطات الأخرى، التشريعية والتنفيذية والقضائية، من حيث فعالية الدور والتأثير السياسي والثقافي". 
 
أما نقيب المحامين ناضر كسبار، فأشار إلى أن الصحافة مرآة المجتمع وتعكس ما يحصل فيه، وبالتالي لا يمكنها أن تزوّر الواقع وتكتب عكسه، وإلّا فسد الملح.  وقال: " اليوم تعددت الوسائل، وبات كل مواطن وكأنه إعلامي، يكتب ويحلل من خلال التلفزيونات المتعددة والإذاعات والصحف و"الفايسبوك" و"الواتساب" و"التيك توك" و"التويتر" و"السايتات" وغيرها وغيرها، وبالتالي عمّت الفوضى، وبات النيل من كرامات الناس أمراً سهلاً، واختلطت الأمور على أصحاب العلاقة ورجال القانون، فأي محكمة مختصة للنظر في دعاوى الذم القدح والتشهير والتحقير والأخبار الكاذبة، هل محكمة المطبوعات أم محكمة الجزاء العادية؟".
 
وشدد على أنه بات لزاماً مواكبة هذا التطور في وسائل الإعلام عن طريق تشريع جديد يلحظ تعريفها، وأنواعها، وكيفية عملها، وشروطها والعقوبات المتعلقة بها وغيرها من الأحكام، معلناً أنهم في نقابة المحامين، قاموا بتأليف لجنة الإعلام، التي تعنى بمتابعة التطورات الإعلامية وبدراسة مشاريع قوانين تواكب تطورات العصر والتكنولوجيا. وتضم هذه اللجنة بالإضافة إلى رئيستها المحامية الدكتورة ديانا رزق الله، عدداً كبيراً من رجال القانون الكبار، وعلى رأسهم النائب المحامي الدكتور عصام نعمان، بالإضافة إلى بقية الأعضاء.
 
ورأى أن "سلاح الإعلام هو أقوى سلاح ممكن أن نتصوره، لذلك يجب التشديد على حسن استعماله، ووضع الضوابط الضرورية واللازمة لأحكامه"، متمنياً على المشرع دراسة المشروع جيداً.