سلام: صندوق النقد لن يترك لبنان

  • تاريخ النشر: الإثنين، 03 أبريل 2023
سلام: صندوق النقد لن يترك لبنان

أشار وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، إلى أن "علينا استخلاص العبر من الزيارة الأخيرة لوفد صندوق النقد الدولي، الذي قدم فيها تفاصيل دقيقة مبنية على معطيات وشرح مفصل عن تداعيات التأخير في تنفيذ ما هو مطلوب من لبنان من إصلاحات".

ولفت في حديث صحفي، إلى أنه يجب الانتباه والإضاءة على كل كلمة قالها رئيس وفد الصندوق، بغض النظر عما اذا كان هناك فريق مع الصندوق أم لا، ولفت إلى أن "السيناريوهات المتوقعة كما قال رئيس الوفد هي مزيد من الانهيار على الصعيد النقدي والاقتصادي والاجتماعي والأمني"، كاشفاً أن "الوفد ركز على الجانب المالي والنقدي من الأزمة، لاسيما تدهور سعر الصرف، وأننا ذاهبون الى سعر صرف للدولار لا سقف له، وإلى زيادة أكبر في نسب التضخم، وبطالة مخيفة وانهيار اجتماعي وأمني... هذا هو السيناريو العام الذي قاله وفد الصندوق".

وأوضح سلام أن "الصندوق وضع للبنان خريطة الانهيار للسنوات الأربع المقبلة إلى2027 في حال لم ينفذ لبنان كل الإصلاحات المطلوبة مع تطبيق خطة شاملة للتنمية الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وإلا فإن لبنان سيدخل في نفق مظلم قد يصعب السيطرة عليه أو حتى الخروج منه، وقد يكون أسوأ من السيناريو الفنزويلي".

وأكد أن "هناك مسألة ايجابية أكدتها لي الرئيسة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستينا غورغيفا خلال اجتماعاتنا في واشنطن، وعاد وأكدها رئيس الوفد في بيروت ومؤداها أن صندوق النقد لن يترك لبنان، ومن الصعب أن يلغي الاتفاق المبدئي معه بالرغم من مرور ما يقارب السنة عليه، انما الصبر عند الصندوق وصل الى مراحله الأخيرة، وهو قد يمدد المهلة، ويقول بعد ذلك إن لديه أولويات في دول أخرى كأوروبا وأفريقيا".

وأكد سلام "أننا أمام مأزق وتدهور سريع ولم نعد نملك الوقت الكافي في ظل الأوضاع المتدهورة، على الصعيد الاجتماعي والمعيشي والاستشفائي والتربوي والأمني، وباتت قدرة لبنان على التحمل لا تتجاوز الأشهر، اذا لم نسارع الى إقرار مشاريع القوانين الاصلاحية الموجودة في مجلس النواب"، لافتاً إلى أن رسالة وفد صندوق النقد كانت واضحة ودقيقة في هذا الاطار.

وتابع: " ندير أزمة بامتياز ونعالج تداعيات التأخير الحاصل في أخذ القرارات الحاسمة التي كان يفترض أن تعمل على لجم التدهور ونباشر بالإصلاحات نحو التعافي وإعادة بناء الثقة بالبلد، إلا أنه مازال أمامنا فعل شيء لتدارك السقوط، وأن الحلول مازالت ممكنة، والمجتمع الدولي يقف الى جانبنا ويتعاطى معنا، وإلا فإن لبنان ذاهب الى أوضاع أكثر مأساوية يصعب النجاة منها في حال الوصول اليها، وعندها سندخل في نفق يصعب الخروج منه".

ورأى سلام انه "لا تصور بديل عند الحكومة راهناً إلا صندوق النقد الدولي، غير أن أن المدخل للحل هو انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيلة حكومة جديدة فاعلة، وهذا من شأنه أن يضع لبنان على خريطة إعادة الثقة"، لافتاً الى أن الـ 3 مليارات دولار من صندوق النقد لا تكفي لإعادة النهوض بالبلد وهي بمنزلة «بصمة» أو «ختم» كتعبير عن الثقة.

وأشار سلام الى أن "الحكومة تقدمت بمشاريع قوانين الى المجلس النيابي وهي قوانين أساسية ومدخل للمعالجة كقانون «الكابيتال كونترول»، وإعادة هيكلة المصارف، والسرية المصرفية التي لا يمكن لخطة التعافي ان تنجح من دونها، والقطاع المصرفي يحتاج الى قانون يحميه ويحمي المودعين، ولا يمكنها إعادة الهيكلة بدون قانون «الكابيتال كونترول» وإطار عمل واضح، فالمعادلة واضحة لا تعافي بدون إصلاحات ولا مصارف بدون قوانين، ولا اقتصاد ونمو بدون مصارف واستعادة الثقة. وأكد أن المطلوب قرارات وطنية قاطعة وجريئة تنقذ الوطن "ولا مكان للخطيئة أو الحلول الترقيعية، وصلنا الى نقطة اللاعودة والمسار الوحيد هو الإصلاح ودولة المؤسسات والقانون".

يذكر أن وفداً من صندوق النقد الدولي زار لبنان أواخر الشهر الماضي ، ونبه رئيس الوفد ارنستو راميريز ريغو من أن التقاعس في تطبيق إصلاحات ملحة من شأنه أن يدخل البلاد في أزمة لا نهاية لها، محذراً من أن لبنان يمر بلحظة خطيرة للغاية في ظل انهيار اقتصادي متسارع.