انضمام أوكرانيا لـ"الناتو" يعني حرباً عالمية ثالثة

  • جوني فتوحيبواسطة: جوني فتوحي تاريخ النشر: الثلاثاء، 04 أكتوبر 2022 آخر تحديث: الإثنين، 10 أكتوبر 2022
إنضمام أوكرانيا  لـ"الناتو" يعني حرباً عالمية ثالثة

في خضم الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا، وقّع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوم ضم 4 أقاليم من الأراضي الأوكرانية (دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا) إلى جمهورية روسيا الاتحادية. هذا القرار لاقى استنكاراً واسع النطاق على الصعيد الدولي، وخصوصاً من قبل دول الغرب التي اعتبرت المرسوم بمثابة تأكيد  على استمرار الحرب وقطع آخر خيوط المفاوضات، لتتزايد الفجوة بين الطرفين المتنازعين.

في المقابل، لم تتأخر كييف بالرد على بوتين، وصعّدت موقفها باتخاذ قرار طلب الانضمام إلى حلف "الناتو"، لكن هذا القرار الرسمي قوبل بفتور من جانب أعضاء الحلف. ورغم ذلك تضع موسكو وحلفاؤها كل ثقلهم للحؤول دون دخول أوكرانيا إلى "الناتو" لما تشكله تلك الخطوة من مخاطر استراتيجية  لا تصب في مصلحة روسيا مع انضمام أقرب الدول إلى حدودها لـلحلف المناهض لها.

وانضمام أوكرانيا لـ"الناتو" ليس بالأمر السهل، إلّا إذا قرر الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية كسر كل الخطوط الحمر التي تحتاج إلى حسابات معقدة، ولا سيما أنه بالنسبة لموسكو يصبح الحلف في مداها الحيوي، بحسب ما أشار محلّل الشؤون الإقليمية والدولية الصحافي أمين قمّوريّة في حديث للبلد أونلاين.

وفي معرض شرحه أسباب صعوبة تحقيق المطلب الأوكراني، لفت إلى وجود إشكالية كبيرة، تتمثل باضطرار حلف "الناتو" للدخول في حرب مباشرةً لمجرد وجود أراضي دولة محتلة، وهذا البند موجود في قانون الحلف، ما قد يؤدي إلى تصعيدٍ أكبر في الحالة الروسية - الأوكرانية.

وأضاف: "في هذه الحالة، أي في حال الانضمام، يُصبح الناتو جزءاً لا يتجزأ من العملية، لأن قانونه ينص على أن أي اعتداء على دولة داخل الحلف هو اعتداء على الناتو مباشرةً، وهذا يحتّم عليه مُجتمِعاً الدخول في هذه المعركة، الأمر الذي قد يربك حساباته في الوقت الحالي."

 كما أن رفض "الناتو" طلب أوكرانيا لا يُعد طعناً لها، بحسب قمّورية الذي اعتبر أن كييف في الحسابات الدولية لا تسطيع وضع العالم رهن إرادتها، ولا سيما أنها "مجرد وسيلة لمواجهة روسيا". 

ولعله من الثابت أن الغرب لن يضمّ بلداً فيه من المشكلات ما يكفي إلى أحضان "الناتو"، وهو يتذرع بعدم استيفاء هذا البلد معايير الانضمام، ويستعيض عنه بـ"رشوى" تقديم الدعم العسكري بمليارات الدولارات ليحارب نيابة عن الدول الغربية.

وفي المحصلة، ربما يكون كبار المحللين على حق عندما يصفون انضمام أوكرانيا يوماً ما إلى "الناتو"، بأنه حربٌ  عالمية ثالثة.