تشارلز.. الأمير الأقل شعبية يصبح ملكاً

  • تاريخ النشر: الجمعة، 09 سبتمبر 2022 آخر تحديث: السبت، 10 سبتمبر 2022
تشارلز.. الأمير الأقل شعبية يصبح ملكاً

خاطب ملك بريطانيا الجديد تشارلز الثالث، اليوم، مواطنيه في أجواء من الحزن بعد وفاة والدته إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عاماً، وبعد حكم دام سبعين عاماً، ما أدى إلى موجة تعاطف هائلة.

وتبدأ فترة حداد وطني في المملكة المتحدة حتى تشييع الملكة، وتمتد لمدة سبعة أيام. كما أعلن قصر باكينغهام عن "حداد ملكي" وهو مختلف عن الحداد الوطني، يلتزم به أفراد العائلة الملكية وموظفو النظام الملكي وكذلك الحرس المشاركون في المراسم.

حداد وطني

ومع بدء الحداد الوطني، ألغيت الفعاليات الرياضية والثقافية، بينما قررت المتاجر الكبرى إبقاء أبوابها مغلقة، وعلق عمال السكك الحديد والبريد إضراباتهم المخطط لها في مواجهة أزمة غلاء المعيشة. كما نشرت الصحف البريطانية صور إليزابيث الثانية مبتسمة، بالإضافة إلى جميع مراحل حياتها على الصفحات الأولى اليوم. ونقلت الصحف أقوال الملكة الراحلة عقب هجمات 11 أيلول العام 2001 في نيويورك، حيث صرحت بأن "الحزن هو الثمن الذي ندفعه مقابل الحب". وأشاد قادة العالم بالملكة الراحلة، من جو بايدن إلى فلاديمير بوتين وشي جينبينغ مروراً بإيمانويل ماكرون والبابا فرنسيس، أو لاعب كرة القدم بيليه ونجم الروك ميك جاغر.

وغادر تشارلز الثالث قصر بالمورال النائي في شمال شرقي اسكتلندا، حيث توفيت والدته، عائداً إلى لندن. وظهر تشارلز في موكب سيارات مع زوجته كاميلا متوجهاً إلى مطار أبيردين. وانضم شقيقاه وشقيقته وابناه إليه في بالمورال، حيث كان إلى جانب والدته عندما توفيت "بهدوء" بعد ظهر أمس.

أول خطاب للملك الجديد

لفت ملك بريطانيا الجديد تشارلز الثالث، في كلمة مسجلة من قصر باكنغهام في ​لندن، خلال أول خطاب له بعد خلافته للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، إلى أنه يشعر بالأسى لفقدان ​الملكة، كما جدد عهده بأن يخدم وطنه طوال حياته.

وأشار تشارلز إلى "أننا استطعنا أن نحقق التقدم والازدهار وحافظنا على قيمنا"، وتعهد بأن يضع نفسه في خدمة أمته. وأوضح أنّ والدته كرست حياتها لخدمة الشعب وحافظت على القيم الثابة رغم التغييرات والتحديات، وقدمت تضحيات في سبيل الواجب، ورأى أن المجتمع بات يتمتع بالتعددية الثقافية والدينية.

وفي سياق متصل، من المرجح أن يلتقي الملك، رئيسة الوزراء ليز تراس التي كان تعيينها رسمياً من قبل إليزابيث الثانية ،الثلاثاء الماضي، آخر مهمة دستورية قامت بها الملكة في حياتها المكرسة حتى النهاية لدورها. وظهر تشارلز أكثر حضوراً في الأشهر الأخيرة ومثّل والدته، إلى جانب ابنه الأكبر وليام، بسبب ما وصفه القصر بأنه مشاكل في التنقل تعاني منها. وصدر عنه بيان ، أمس، أعرب فيه عن "حزن العائلة الشديد" بعد وفاة "صاحبة الجلالة العزيزة والأم الحبيبة". وقال: "أعلم أن خسارتها ستُلمس بعمق في جميع أنحاء البلاد والممالك والكومنولث ومن قبل عدد لا يحصى من الناس حول العالم".

كما سيتم إطلاق 96 طلقة مدفعية في أماكن عدة في البلاد، وستدق أجراس كنيسة سانت بول ودير ويستمنستر وقصر وندسور. كما بدأت مراسم التكريم في الطرف الآخر من العالم ، في أستراليا ونيوزيلندا وهما من دول الكومنولث التي أصبح تشارلز الثالث رئيسا لها.

حكم الملك سيكون صعباً

ومن المرتقب أن يعلن مجلس الخلافة رسمياً تشارلز الثالث ملكاً، خلال اجتماع يعقده السبت صباحاً في قصر سانت جيمس في لندن، على أن يُتلى الإعلان بعد ساعة على ذلك من على شرفة القصر، ومن ثم في كل مقاطعات المملكة المتحدة في اليوم التالي.

ويشار إلى أن شعبية تشارلز الثالث أضعف بكثير من والدته ووريثه الأمير وليام. وهو يرث مملكة تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة، وانقساماً بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ورغبات في الاستقلال، وتوتر في اسكتلندا وإيرلندا الشمالية، واضطراباً سياسياً مع تولي رابع رئيس للوزراء السلطة خلال ست سنوات. وسيكون على تشارلز بذل جهود كبيرة للحفاظ على ارتباط البريطانيين بالنظام الملكي، المؤسسة التي يعتبرها البعض "بالية" لكن الملكة تمكنت من حماية هيبتها.