السعودية وإيران على جادّة المصالحة

  • حسين صالحبواسطة: حسين صالح تاريخ النشر: الإثنين، 25 يوليو 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022
السعودية وإيران على جادّة المصالحة

تشهد العلاقات الإيرانية -السعودية في الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في المفاوضات القائمة بين الطرفين في العراق حيث عُقدت حتى الآن خمس جولات.

توصل الطرفان إلى اتفاق على مذكّرة تفاهم مؤلفة من عشر نقاط متعلقة بالتعاون الثنائي ومسائل دبلوماسية وأمنية داخلية وإقليمية بحسب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين. أما رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ، فأكد وصول المباحثات الإيرانية -السعودية التي جرت في بغداد إلى مراحل متقدمة، وقد تُرجم ذلك من خلال عدة مؤشرات، بينها انخفاض مستوى التراشق الإعلامي بين البلدين، ومنح الرياض ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين تأشيرة دخول إلى الأراضي السعودية، للالتحاق بمركز عملهم في ممثلية إيران في منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة، بالإضافة إلى ترحيب الجانبين بالانتقال إلى حوار سياسي علني في بغداد.

 نتائج محادثات الرياض وطهران

ورأى المحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديثٍ للبلد أونلاين، أنه على مستوى التصريحات لا تزال الأمور على حالها، متوقعاً أن يكون هناك نقلة نوعية في حال تطورت الأمور. ورأى أن "لا مصلحة للسعودية بالتقدم إلى الأمام بينما الإيراني لا يمانع"، معرباً عن اعتقاده أن هذه المحادثات "لن تخرج بتداعيات جديدة في المنطقة". وأضاف عبد الساتر أن أي اتفاق بين أي دولتين ذات نفوذ ينعكس إيجاباً على الجوار لكنه لا يعني حلاً لأزمات هذه الدول، مشيراً إلى أن "العراق يعاني من السياسات السعودية رغم وساطته في المفاوضات".

 وبالنّسبة لمفاوضات فيينا قال عبدالساتر، إن النقطة المشتركة بين المفاوضات الإيرانية - السعودية من جهة ومفاوضات إيران وأميركا من جهة أخرى، هي العرقلة الأميركية منذ ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

 الكرة بملعب طهران

في المقابل اعتبر الصحافي والمحلل السياسي نوفل ضو، في اتصال مع البلد أونلاين، أن السعودية تعطي فرصة للسلام من خلال المفاوضات، مشيراً إلى أن لديها عدّة مشاريع  تساعد في بناء نظام عربي جديد يتناسب مع العولمة، ولا تطمح إلى التوسّع في المنطقة. كما لفت ضو إلى أنه "إذا تخلّت إيران عن مشروعها التوسّعي وتصدير الثورة لدول المنطقة، سيكون الاتفاق السعودي-الإيراني سهلاً وقريباً جداًّ". وأكد أن "نجاح المفاوضات سينعش الدول العربية المتأثرة، أما إذا أصرت إيران على وضع يدها جزئياً في المنطقة، فسيؤدي ذلك إلى عدم استقرار وقد يؤدي إلى الحرب"، معتبراً أن الكرة في ملعب إيران. وبشأن مفاوضات فيينا، قال ضو إنّ نية إيران الحسنة يجب أن تُترجم في المنطقة، أما إذا كانت نيّتها رفع العقوبات فستذهب المفاوضات باتجاه تصعيدي.

ابن فرحان وعبداللهيان

الجميع الآن ينتظر الاجتماع العلني المرتقب لوزيري الخارجية السعودي والإيراني، والذي تحضر بغداد لاستضافته قريباً، بحسب ما أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين. ومما لا شك فيه أن هذا الاجتماع سيشكل عنصر دفع قوياً للمفاوضات، ويؤسس بشكل عملي لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بي الرياض وطهران.

إنّ المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية هي الأساس، إن تحقّقت يتم الاتفاق، وإن لم تتحقّق فتقوم العلاقة بين البلدين على مبدأ "إن لم تكن صديقي فإنّك عدوّي".

حسين صالح