بعدما خطفت القلوب تحت الأنقاض.. شام تواجه خطر البتر

في سوريا، تواجه الطفلة شام الشيخ محمّد ابنة التسع سنوات اليوم خطر بتر ساقيها، كما أنها معرضة لمشكلات في القلب والكلى، بعد إصابتها على غرار ناجين كثر من الزلزال بمتلازمة "هرس الأطراف"، وذلك بعد أن بقيت نحو أربعين ساعة تحت الأنقاض في شمال غرب سوريا.

شام هي الطفلة التي خط قلوب الملايين في العالم العربي، بعد انتشار الفيديو الذي يوثِّق إنقاذها ونشرته منظمة الخوذ البيضاء، ثم انتشر على نحو واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت فيه شام ممددة تحت الأنقاض، تتحدث مع عناصر الإنقاذ، وتطلب عبوة ماء وتقترح عليهم كيف يمكن سحبها أو تدندن معهم أغنية تحمل اسمها. ثم تئن من بقائها تحت الأنقاض.

وفي تفاصيل حالتها الصحيّة تخضع شام، التي عانت بعد انهيار منزلها وسقوط السقف على ساقيها، للمراقبة منذ أيام في العناية الفائقة في مستشفى الشفاء في مدينة إدلب.

 ويقول أخصائي الجراحة العظمية طارق مصطفى الذي يعمل في مستشفى في بلدة معرة مصرين تديره الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز)، في حديث لـ "أ.ف.ب" إن "وضعها كان حرجاً لأنها معرضة للبتر على مستوى الساقين". لكنه أشار إلى أن "بعض المؤشرات الإيجابية" دفعت بالمشرفين عليها إلى تأجيل عملية البتر.

تنتج "متلازمة الهرس" عن أي ضغط تتعرض له الأطراف لفترة طويلة تفوق 12 ساعة، ما يؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية على مستوى الأنسجة، ويصل المصاب إجمالاً وهو بحالة جيدة إلى المستشفى حيث يبلغ الأطباء بألم يشعر به على مستوى الأطراف، لكنه يكون في الوقت ذاته عرضة للإصابة بمشكلات في القلب والكلى تُهدد حياته، وهذا ما يُسمى بالمصطلح العامي: "ابتسامة الموت".

ولا يواجه المصاب خطر التعرّض للبتر فحسب، ذلك أن إعادة تنشيط الدورة الدموية دونها عواقب، فارتفاع البوتاسيوم في الدم قد يؤدي إلى أذية قلبية بشكل مباشر، وارتفاع الهيموغلوبين قد ينتج عنه قصور كلوي.