مفاوضات صعبة و"خريطة طريق" نتاج القمة الأوروبية

  • تاريخ النشر: الجمعة، 21 أكتوبر 2022 آخر تحديث: السبت، 22 أكتوبر 2022
مفاوضات صعبة و"خريطة طريق" نتاج القمة الأوروبية

"خريطة طريق" هي نتاج اتفاقية قادة الاتحاد الأوروبي بهدف وضع إجراءات في الأسابيع المقبلة لوقف ارتفاع أسعار الطاقة.

فمفاوضات الفترة المقبلة ستكون صعبة، إذ أنه يتعين حسم الكثير من النقاط وذلك بالرغم من مفاوضات الكتلة الأوروبية الشاقة لأن تظهر بمظهر الجبهة الموحّدة. حمّلت القمة الأوروبية ​روسيا​ وحدها مسؤولية أزمة الطاقة والتبعات الاقتصادية للحرب على ​أوكرانيا​، مشددةً على ضرورة سحب جميع القوات الروسية بشكل فوري من كل الأراضي الأوكرانية إلى الحدود المعترف بها دولياً.

ودانت في بيانٍ، استهداف روسيا للمدنيين والبنية التحتية في أوكرانيا، مجددةً تأكيد عدم شرعية ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا وأن "الاستفتاءات الروسية هزلية"، مشيرةً إلى أنه يجب على ​بيلاروسيا وقف دعم الحرب الروسية على أوكرانيا. وكان قد أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّ الاتحاد الأوروبي يرفض أن يتصرف "بسذاجة" إزاء الصين ولكنه يرغب في تجنّب "منطق المواجهة المنهجية" مع بكين.

من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنهم يملكون خريطة طريق جيدة جداً، بينما تحدث رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن الاتفاق على حزمة من الإجراءات التي يجب التعامل معها بدقة. كما غرّد ميشال على "تويتر"، مشيراً إلى أن الوحدة والتضامن يسودان ،وإلى اتفاق على العمل على تدابير لاحتواء أسعار الطاقة للمنازل والشركات بدون ذكر أي تفاصيل أخرى.

إلا أن المستشار الألماني أولاف شولتس، أوضح أنه سيكون هناك حاجة إلى قمة جديدة لرؤساء الدول، إذا لم يتمكن وزراء الطاقة من الاتفاق على نسخة نهائية. أمّا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد اعتبر أنه يمكن تنفيذ الآليات المتوخّاة في نهاية تشرين الأول/أكتوبر أو بداية تشرين الثاني/نوفمبر، مضيفاً أن القادة أرسلوا إشارة واضحة جداً إلى الأسواق بشأن تصميمهم ووحدتهم.

وبناءً على الاستنتاجات التي صدرت في نهاية الاجتماع، طلب رؤساء الدول والحكومات من المفوضية أن تقدم لهم قرارات ملموسة بسرعة بشأن مجموعة من الإجراءات لكبح أسعار الغاز المتقلبة. واتفقت الدول السبع والعشرون على تعزيز المشتريات المشتركة للغاز على مستوى الاتحاد الأوروبي. ودعت إلى تسريع مفاوضاتها مع الدول المنتجة الموثوقة كالنرويج والولايات المتحدة، وذلك بهدف الاستفادة من الثقل الاقتصادي للاتحاد الأوروبي.

ويجتمع قادة الاتحاد الأوروبي منذ الأمس في بروكسل في محاولة لتجاوز انقساماتهم والتوصل إلى استجابة مشتركة للارتفاع الهائل في أسعار الطاقة، على خلفية توتر فرنسي ألماني. لدوما سببته الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا من صدمة على صعيد أسعار النفط والغاز والكهرباء.إلا أن أوروبا تتحرك ببطء منذ فبراير بسبب المصالح المتعارضة أحياناً للدول الأعضاء، لكن الوضع يتطلب تحركاً سريعاً.

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو خلال هذا الأسبوع أن هذه القمة هي "الأهم منذ فترة طويلة". مشيراً إلى أن إذا لم يتوصّلوا إلى إشارة سياسية واضحة بإمتلاكهم الإرادة للتوقف عن تحمل أسعار الغاز المرتفعة فسيشكل هذا "فشلاً لأوروبا". بحيث تخاف آلاف الشركات الأوروبية على بقائها بسبب المنافسة من جانب الولايات المتحدة وآسيا حيث ظلت الأسعار أقل ارتفاعاً.

وكان قد عقد لقاء بين ماكرون وشولتس بعد ظهر الخميس لمحاولة تسوية خلافاتهما قبل بدء الاجتماع مباشرة. ليؤكد ماكرون إثر وصوله إلى بروكسل تمنياته الدائمة بالحفاظ على الوحدة الأوروبية وعلى الصداقة والتحالف بين ألمانيا وفرنسا أيضاً، وأن  أمامهم الكثير من العمل. مضيفاً أن كلّاً منهما يعمل على المستوى الوطني وأنه من الأفضل دائماً التشاور والتنسيق، واعتبر أن واجبه هو فعل كل شيء حتى يجد مسارات اتفاق بين ألمانيا وفرنسا ما يجعل من الممكن بعد ذلك بناء اتفاقات أوروبية. وفي مؤتمرٍ صحفي له اتهم ماكرون روسيا باستخدام الغاز كسلاح للحرب، لافتاً إلى رغبتهم بالعمل على آلية تسمح لهم بالاستعداد للشتاء المقبل خاصة أن روسيا يمكن أن تمنع وصول الغاز إليهم.

وتوقع عددٌ من الدبلوماسيين أن تكون المناقشات طويلة بين قادة الدول والحكومات. حيث تواجه رئيسة المفوضية الأوروبية انقسامات بين الدول السبع والعشرين التي تعتمد مزيجاً مختلفاً من مصادر الطاقة، فبعضها يعتمد على النووي وبعضها الآخر على الغاز أو حتى الفحم لإنتاج الكهرباء. كما ينقسمون حول مسألة تحديد سقف لسعر الغاز المستخدم لإنتاج الكهرباء. وتطبق آلية كهذه في إسبانيا والبرتغال حيث سمحت بتراجع الأسعار. فيما طالبت دول عدة مثل فرنسا بتوسيع هذه الآلية "الأيبيرية" لتصبح على مستوى الاتحاد الأوروبي. إلا أن ألمانيا ودول شمالية عدة من بينها الدنمارك وهولندا المتحفظة على تدخل السلطات بالأسواق، تعارض ذلك، وترى برلين أن تخفيض الأسعار اصطناعياً يضرّ بهدف الاقتصاد في استخدام الطاقة ويدفع إلى مزيدٍ من الاستهلاك.