رسمياً .. فنلندا عضو في "الناتو"

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 04 أبريل 2023 آخر تحديث: الأربعاء، 05 أبريل 2023
رسمياً .. فنلندا  عضو في "الناتو"

باتت فنلندا، اليوم، العضو الحادي والثلاثين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)،  وسلّمت وثيقة انضمامها لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في تحول استراتيجي تاريخي أثارته حرب روسيا على أوكرانيا، ما سيؤدي لمضاعفة المناطق المتحالفة مع الولايات المتحدة، على الحدود الروسية.

وأدى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى قلب المشهد الأمني ​​في أوروبا، مما دفع فنلندا وجارتها السويد، إلى التخلي عن سياسة عدم الانحياز التي دامت عقوداً.

وإذا كانت فنلندا هي الدولة التي تعرضت للغزو من الاتحاد السوفياتي في العام 1939، إلا أنها بقيت مع ذلك  خارج "الناتو" طوال فترة الحرب الباردة. ولفنلندا  حدود بطول 1300 كلم مع روسيا.

وكانت الحليفتان تركيا وهنغاريا، ولأسباب مختلفة خاصة بهما، قد عملتا على تأخير محاولة فنلندا الانضمام لمظلة "الناتو"، فيما لا يزال تقدم السويد متعثراً. لكن في الأسبوع الماضي، صوت البرلمان التركي لإزالة العقبة الأخيرة أمام فنلندا.

ومن الفارقات أن فنلندا استكملت التصديق على الإجراءات المطلوبة منها في أقل من عام، ما  يجعل هذا الانضمام أسرع عملية عضوية في تاريخ التحالف الحديث. ويضع ذلك فنلندا تحت المادة الخامسة للحلف، التي تشير إلى أن هجوماً على عضو واحد في "الناتو"، يجب أن يعتبر هجوماً ضد أعضاء الحلف جميعاً.

ويعني دخول فنلندا انخراط جيش قوي في التحالف، إذ يتكون الجيش الفنلندي من 280 ألف عنصر، وواحدة من أكبر ترسانات المدفعية في أوروبا.

علاوة على ذلك، فإن موقعها الاستراتيجي يعزز دفاعات "الناتو" على الحدود الممتدة من دول البلطيق المعرضة للخطر إلى منطقة القطب الشمالي ذات المنافسة المتزايدة.

وكان الكرملين قد قلل في البداية،من أهمية تقدم حدود التحالف لتلمس امتداداً جديداً للحدود الشمالية الغربية لروسيا. لكن موسكو ما لبثت أن صعدت الخطاب الدبلوماسي في الأسابيع الأخيرة، واصفة فنلندا والسويد بأنهما “هدف مشروع” إذا انضمتا إلى "الناتو".

وصف الكرملين، اليوم، عضوية فنلندا في الحلف بأنها “هجوم على أمننا”، وقال "إننا سنتخذ إجراءات مضادة".

وأبلغ المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الصحافيين بأن “الكرملين يعتقد بأن هذا هو أحدث تفاقم للوضع.” وأضاف: “توسع الناتو يعد اعتداء على أمننا ومصالح روسيا القومية”.

من جهته، اعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن "انضمام فنلندا للناتو يعزز مخاطر توسع المواجهة، ويعزز توجهاته المعادية لروسيا".

في المقابل، أشاد الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو بـ"حقبة جديدة" بعد انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، مؤكداً أن "فنلندا ملتزمة بأمن جميع الأعضاء في الناتو". ولفت إلى أن "عضويتنا في ليست موجهة ضد أحد، ونسعى إلى دمج قدرتنا الدفاعية في قدرات الناتو"، مؤكداً  "أننا نتطلع إلى انضمام السويد إلى الناتو، ونأمل أن يتحقق ذلك في تموز المقبل".

وقال الأمين العام لـ"الناتو" ينس ستولتنبرغ إن “الرئيس (فلاديمير) بوتين خاض الحرب ضد أوكرانيا بهدف واضح لتقليص حجم الناتو.. اليوم يحصل على العكس تماماً”.