"حقبة جديدة" في العلاقات الروسيّة - الصينيّة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 21 مارس 2023
"حقبة جديدة" في العلاقات الروسيّة - الصينيّة

أبدتت روسيا والصين  "قلقهما الكبير " من الوجود المتزايد لحلف شمال الأطلسي في آسيا. ولفت الرئيسان فلاديمير بوتين وشي جينبينغ في إعلان مشترك عقب محادثات أجرياها في  الكرملين، إلى "التعزيز المتزايد للعلاقات بين "الناتو" ودول منطقة آسيا والمحيط الهادئ حول المسائل العسكرية والأمنية". واتّهما الحلف بـ "تقويض السلام والاستقرار الإقليميين".

وأفاد الاعلان بأن موسكو وبكين "ترفضان تشكيل تكتلات مسلحة مغلقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، وأدان"التأثير السلبي لاستراتيجية الولايات المتحدة، التي تقودها ذهنية تعود الى الحرب الباردة في شأن السلام والاستقرار في هذه المنطقة".

وأعربت روسيا والصين أيضاً، عن "قلقهما الكبير" حيال "تداعيات وأخطار (محتملة) على الاستقرار الاستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، بسبب مشاريع تحالف بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة تهدف إلى بناء غواصات نووية. ودعتا "بحزم أعضاء هذه الشراكة إلى الوفاء تماماً بالتزاماتهم حول منع انتشار الاسلحة  ودعم السلام الاقليمي".  وأعلن الطرفان مجدداً أنه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية، وأن هذه الحرب يجب ألا تحدث أبداً.

وأكد الرئيس الصيني في اليوم الثاني لزيارته روسيا، أن بكين ستواصل إعطاء الأولوية للعلاقات الاستراتيجية مع موسكو، معتبراً أن البلدين "قوتان كبريان"، وأنه يتوافق مع نظيره الروسي في مواجهة الغرب . 

ودعا جينبينغ بوتين لزيارة الصين هذه السنة، في مؤشر إلى متانة الروابط بين البلدين اللذين يواجهان توتراً مع الغرب، رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي. 

وقال بوتين لضيفه:" صديقي العزيز أعرف أن لديكم موقفاً عادلاً ومتوازناً في المسائل الدولية الأكثر إلحاحاً"، لافتاً إلى أنه يدرس المبادرة التي طرحتها بكين من أجل السلام في أوكرانيا، مؤكداً أن روسيا والصين لديهما الكثير من الأهداف المشتركة.

بدوره أكد شي أن بلاده ستواصل لعب دور بناء، والبحث عن تسوية سياسية للنزاع في أوكرانيا، بحسب وسائل إعلام صينية. 

يذكر أن الصين أصدرت في شباط الماضي، وثيقة من 12 نقطة تدعو فيها إلى وقف الأعمال العدائية واحترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول، وتحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام.

ومن جهتها تعتبر الدول الغربية أن دعم بكين لموسكو لا يسمح لها بأن تكون وسيطاً ذا صدقية، وعليه فقد اتهمت واشنطن، أخيراً، السلطات الصينية بأنها تدرس تسليم أسلحة إلى روسيا، وهو ما نفته الصين بحزم .

وفي السياق، شكك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس، بمقترحات بكين السلمية في أوكرانيا وقال:" على العالم ألا ينخدع بأي قرار تكتيكي من جانب روسيا، بدعم من الصين أو أي دولة أخرى، بتجميد الحرب بشروطها".

ورأى أن شي توجه إلى روسيا بعد ثلاثة أيام فقط على صدور مذكرة التوقيف بحق بوتين، معتبراً أن ذلك يثبت أنه لا يود تحميل الرئيس الروسي مسؤولية "الفظاعات" التي ارتكبها في أوكرانيا .

من جهتها، دعت وزارة الخارجية الصينية الإثنين، المحكمة الجنائية الدولية إلى تفادي "التسييس" واحترام حصانة رؤساء الدول .

وفي المقابل دعت كييف شي الى استخدام نفوذه على موسكو لكي توقف حربها "العدوانية" .