لبنانيات ينزفن الدم والغمّ

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 02 أغسطس 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 03 أغسطس 2022
لبنانيات ينزفن الدم والغمّ

وحش الغلاء لم يوفر حتى الدورة الشهرّية، وتحديداً الفوط الصحيّة لم تكن يوماً من بين السلع المدعومة بل تضاعفت أسعارها بسبب الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تمرّ بها البلاد.

إنّ وضع النساء في لبنان، ليس على ما يرام. فالقلق، بات يرافق معظمهن مع اقتراب الدورة الشهرّية نتيجة غلاء الفوط الصحيّة، أو نتيجة التقنين الذي لم يقتصر على التغذية الكهربائيّة, بل شمل عدداً من الفوط وبعض المسكنات التي تحتاجها النساء.

تضطر بعض النساء, اليوم، إلى تمزيق سروالهن وتقسيمه إلى أجزاء تتلاءم مع حاجاتهن لاستخدامها بديلاً من الفوط الصحية خلال الدورة الشهرية.

وتقول بتول، البالغة 24 عاماً للبلد أونلاين، إنها تفضل وتتمنى أن تنقطع الدورة الشهرية جرّاء الغلاء الفاحش وعدم قدرتها على شراء كل ما يلزمها.

ومع ارتفاع أسعار الفوط الصحيّة خلال الأشهر الماضية، لجأت بتول إلى شراء الفوط من علامات تجارّية غير معروفة، ما تسبب لها بالفطريات.

لم يخطر في بال الكثيرات  في لبنان، أن تشكل الفوط الصحية هماً يشغل البال في زمن التطوّر والسرعة. فهي ليست من الكماليات ولكن يبدو أن الحكومة اللبنانية تتعامل مع الأغراض النسائية وكأنها كذلك. فبعدما علت أصوات المواطنات احتجاجاً على ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، أعلنت وزارة الاقتصاد السلة الغذائية المدعومة التي تهدف إلى تأمين المواد الأساسية بشكل منخفض.

وأضافت بتول، حول موضوع استغلال حاجات النساء: "نحنا عايشين ببلد ذكوري, ومش جديدة علينا أنو يكونوا الضرائب على السلع المتعلقة بالنساء أعلى من السلع التي يستخدمها الرجال".

اليوم، وبعد أكثر من عامين على الحلول التي لم تقدمها الحكومة للنساء ولحقوقهن المتمثلة بأجسادهن، يراوح سعر العلبة الواحدة من الفوط الصحية بين 40000 و 45000 ليرة، بحسب النوع والماركة، بينما كان سعر العلبة الواحدة قبل الأزمة نحو 5000 ليرة.

المرأة اللبنانية، لم يطمسوا حقوقها البديهية فقط، وإنّما لم يكترثوا حتى بصحتها، ولم يلتفتوا  إلى العواقب التي سوف تواجهها بسبب ارتفاع سعر الفوط. إذاً لماذا تتحمّل أجسادنا وصحتنا ضريبة التعثر الاقتصادي؟

كارين القسيس