"النكّاشون".. يبحثون عن الحياة في مطامر النفايات

  • غوى القاضيبواسطة: غوى القاضي تاريخ النشر: الخميس، 18 أغسطس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022
"النكّاشون".. يبحثون عن الحياة في مطامر النفايات

يحلم النكاشون بتأمين ثمن خبزهم كفاف يومهم، من خلال النكش في مطامر النفايات، الذي قد يتحوّل في نهاية المطاف إلى كابوس مرعب يصعب الاستيقاظ منه، فاحذروا السبات العميق حتى الموت! 

شهد لبنان في الآونة الأخيرة انتشاراً واسعاً لـ"النكيشة" داخل المطامر في ظلّ الخواء السياسي وعجز الدولة عن حلّ أزمة النفايات التي يعاني منها اللّبنانيّون منذ العام 2015، بسبب فقر مدقع حلّ بالمواطنين تحت وطأة الغلاء المعيشي والأزمة الاقتصادية الخانقة التي أوصلت لبنان إلى حدّ الانهيار، فأصبحت النفايات تحوي بداخلها كنزاً مدفوناً يرى "النكّاشون" أنه يستحق المخاطرة بحياتهم من أجله.

لكنّ عمل هؤلاء يشكّل أزمة بالنسبة للشركات، إذ بات وجودهم في المطامر أحد العوائق الأساسيّة أمام الشركات المتعهدة التي أطلقت صرختها بعد إشكالٍ واجه "رامكو" داخل مطمر الجديدة عندما دهست إحدى الآليات "نكّاشاً".

وفي حديث للبلد أونلاين أشار مدير العمليات في شركة "رامكو" بلال قاسم إلى مدى خطورة تواجد "النكّاشين" في المطامر خلال القيام بعمليات تفريغ النفايات، قائلاً: "مع الوقت أصبح تطوّر عملهم يهدّد بالدرجة الأولى حياتهم، وبالدرجة الثانية يتسبب بالأذى للآليات من خلال سرقة القطع منها".

 وأكد أنه "منذ سنة ونصف سنة تناشد شركة رامكو الدولة اللبنانية التحرّك وإفراغ المطمر من الناس من أجل السلامة العامة". كما حذر من توقف الشركة عن العمل في حال تعذُّر الدولة عن إيجاد الحلول اللّازمة لهذه المشكلة، معتبراً أنها لا تقوم بدورها بالشكل الكافي وتبين ذلك عند إرسالها عدداً قليلاً من عناصر شرطة البلدية إلى مطمر الجديدة مقارنةً مع عدد "النكاشين" الذي تخطى المئتين على حد قوله.

وفي الآونة الأخيرة، قام داني خوري مدير الشركة المتعهدة لمطمر جديدة بتعيين حرّاس مدنيين للمطمر، من أجل منع وصول "النكّاشين" إلى الداخل.

واستنكر قاسم حادثة دهس أحدهم من التابعيّة السورية مشيراً إلى أنّ "المطامر ملك عام للدولة، والدخول إليها محصور فقط بالمعنيين والمتعهدين المسؤولين عنها". واستطرد: "على النكاشين تحمُّل مسؤولية وجودهم في الداخل". فاحذروا!!

غوى القاضي