هل تشتعل الحرب بين الصين وتايوان؟

  • حسين صالحبواسطة: حسين صالح تاريخ النشر: الثلاثاء، 16 أغسطس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022
هل تشتعل الحرب بين الصين وتايوان؟

تعتبر الصين أن تايوان هي جزء من أراضيها ، فيما ترفض الأخيرة هذا التّصنيف ناظرةً إليها على أنها أراضٍ تابعة لدولة ذات سيادة لا يحق لأحد السيطرة عليها. ويُعد هذا الخلاف تاريخياً بين البلدين، منذ اكتشاف تايوان وإدارتها من قبل أسرة صينية ، بعد ذلك استولت اليابان عليها ومن ثم أعادتها إلى الصين إثر استسلامها في الحرب العالمية الثانية. بدورها عرضت بكين على تايبيه استقلالية كبيرة في حال وافقت على إعادة توحيد الصين، لكن تايوان رفضت العرض ما أشعل فتيل العداء بين الطرفين.

مناورات صينية

تتجدد اليوم التوترات بين الدولتين نتيجة التقلبات الحاصلة على المسرح العالمي، خصوصا ٌبعد إعلان أميركا الوقوف بجانب تايوان، وتأكيد استعدادها لدعم الأخيرة عسكرياً، وحمايتها من أي هجوم قد تشنّه الصين عليها، ناهيك عن الصراعات الاقتصادية والتجارية المتعلقة ببحر الصين الجنوبي.

ومع زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان، جنّ جنون الصينيين، وأعلنوا أهم مناورات عسكرية في تاريخه حول الجزيرة، إذ تخطى اليوم عدد من الصواريخ "خط الوسط" لمضيق تايوان، ودخلت منطقة الدفاع الجوي التابعة لتايبيه. من جهتها، أكدت الجزيرة استعدادها للحرب بدون السعي إليها.

وقال الباحث في القانون وسلوكيات الحوكمة الاستراتيجية د.محي الدين شحيمي للبلد أونلاين، إن زيارة بيلوسي لن تغيّر في قضية تايوان، لافتاً إلى أنها زيارة دبلوماسية تشجيعية كون الأخيرة شريكة اقتصادية لها. أما عن مناورات ما بعد الزيارة، فاستبعد احتمال حصول حرب، إلا في حال حصلت مفاجأة، واصفاً هذه التحركات العسكرية بالرسائل، ومؤكداً وجود حرب كلامية باردة بين الصين وتايوان.

سيناريو مشابه للحرب في أوكرانيا

وتذكّر هذه المواقف بفترة ما قبل الحرب الروسية-الأوكرانية، حين اتخذت أميركا موقفاً حازماً إلى جانب أوكرانيا واستمرت روسيا بالتحذير، لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعا الصين إلى إدانة الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، مضيفاً أنها اللحظة التي يحتاج فيها الجميع إلى النهوض كنهوض دول مجموعة العشرين للإدانة. كما أعلن مسؤولون أميركيون أن اجتماع بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي، هدفه الحفاظ على استقرار العلاقات الأميركية- الصينية، ومنعها من الانحراف عن غير قصد إلى الصراع الروسي - الأوكراني.

ورأى شحيمي أن احتمالية تصرف الصين مع تايوان كما تصرفت روسيا مع أوكرانيا، ضئيلة جداً لاختلاف المنطق الجيوسياسي بين المنطقتين، مشيراً إلى أن موسكو بفترة من الفترات اعترفت بسيادة كييف، على عكس بكين وتايبيه، بالإضافة إلى ضآلة نسبة تهديد تايوان للصين مقارنةً بنسبة تهديد أوكرانيا لروسيا.

أما لناحية زعزعة الوضع بين الصين وأميركا، فأوضح شحيمي أن العلاقة بينهما تتمثل بالمنافسات غير المباشرة، كسباق التسلح والأعمال التجارية وسياسة التحالفات. وأضاف أن الاختلاف بنظرة الصين وأميركا لتايوان هو بحد ذاته منافسة شرسة، لافتاً إلى أن رد واشنطن على رفض بكين العقوبات الأميركية سيكون عبر الحرب الاقتصادية بين البلدين.

تختلف الآراء والتحليلات حول قضية تايوان، لكن المؤكد أن هذه القضية تُعتبر فتيلاً جاهزاً للاشتعال في أي لحظة بين الصين وخصومها الدوليين، والاحتمالات اليوم تتأرجح بين خيارين: إما أن تسترجع الصين أرضها بحسب اعتقادها وتتحمل النتائج، وإما أن تترك القضية بدون نزاعات دولية سياسة أو اقتصادية.

حسين صالح