العالم يودّع البابا بنديكتوس السادس عشر

  • تاريخ النشر: الخميس، 05 يناير 2023
العالم يودّع البابا بنديكتوس السادس عشر

ودّع العالم، اليوم، البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر، في جنازة تُشكّل سابقة نادرة، لم تعرفها الكنيسة الكاثوليكية في تاريخها الحديث، حيث لم يسبق أن رأس أي بابا صلاة الجنازة على سلفه.

وبدأت مراسم الجنازة في ساحة القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان، عند التاسعة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي لإيطاليا، بمشاركة الآلاف وحضور عدد كبير من المسؤولين السياسيين ورجال الدين والملوك من أنحاء العالم كافّة.

وترأس البابا فرنسيس مراسم جنازة سلفه الراحل بنديكتوس السادس عشر، قبل أن يوارى يوزف راتسينغر الثرى بدون مشاركة المؤمنين في سرداب كاتدرائية القديس بطرس، الذي كان يضم جثمان يوحنا بولس الثاني حتى 2011، إلى جانب 90 بابا آخر. وقال البابا فرنسيس في كلمته خلال مراسم الجنازة: "أبي بين يديك أستودع روحي، هذه هي الدّعوة وبرنامج الحياة الّذي يلهمنا بهدوء. مثل أيّ خزّاف، يريد أن يشكّل قلب كلّ راع، حتّى يتلاءم مع قلب المسيح يسوع".

ولفت البابا إلى أن الرب يمنح بهدوء روح الوداعة المستعدّة للفهم والقبول والرّجاء والمجازفة، معتبراً أنه مصدر خصوبة غير مرئيّة، ولدت من معرفته بالّذي وضع ثقته فيه. وتابع متوجهاً للبابا الراحل: "صديق العريس المخلّص، ليكن فرحك كاملاً في سماع صوته نهائيّاً وإلى الأبد".

وتليت صلاة مسبحة الوردية، من ثم أقيم قداس وفقاً للطقس اللّاتيني استمرّ لمدة ساعتين بلغات عديدة، وأحياه أكثر من أربعة آلاف كاردينال وأسقف وكاهن.

ويحتوي نعش بنديكتوس المصنوع من خشب شجر السرو حسب التقليد، على نقود معدنية وميداليات سكّت خلال فترة حبريته ولباسه الكهنوتي، فضلاً عن نص يصف بشكل مقتضب حبريته يوضع في أسطوانة معدنية. 

وتقاطر 195 ألف مؤمن إلى كاتدرائية القديس بطرس لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان عالم اللاهوت الألماني، الذي توفي السبت عن عمر يناهز 95 عاماً. وأثار تنحيه عام 2013 صدمة في العالم أجمع. كما منح أكثر من ألف صحافي من 30 بلداً تصاريح لتغطية الحدث وتمت تعبئة ألف شرطي، بالإضافة إلى عدد كبير من المتطوعين من الدفاع المدني الإيطالي.

كلمات وداع محليّة: 

غرّد رئيس حزب القوّات اللّبنانية سمير جعجع، معبراً عن حزنه على البابا، وقال: "من شجاعة الإيمان إلى شجاعة الوجود في بناء الأوطان".

ورأى رئيس حزب الكتائب اللّبنانية النائب سامي الجميّل، أن الكنيسة تودع اليوم رُكناً أساسياً من أركانها، لافتاً إلى حب البابا السابق للبنان "وطن الرسالة والسلام".

يذكر أن عدداً من زعماء العالم نعو البابا السابق، أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أشاد بجهود البابا السابق في سبيل "عالم أكثر أخوّة"، وقال: "أفكاري مع الكاثوليك في فرنسا وحول العالم المحزونين برحيل قداسته بنديكتوس السادس عشر الذي عمل بروح وذكاء".

من جهته، نوه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذكرى البابا السابق، مشدداً على أنه كان شخصية دينية بارزة ورجل دولة بارز ومدافع واثق عن القيم المسيحية التقليدية.

العالم يودّع البابا بنديكتوس السادس عشر

العالم يودّع البابا بنديكتوس السادس عشر