البابا فرنسيس: الفقراء يساعدوننا لنتحرر من قيود القلق

رأى رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، في رسالة  بمناسبة اليوم العالمي السادس للفقراء، أنّ "الفقراء في الواقع، قبل أن يكونوا موضوع صدقتنا وإحساننا، هم أشخاص يساعدوننا لكي نتحرر من قيود القلق والسطحية". ولفت إلى أن "هناك مفارقة يصعب قبولها اليوم كما في الماضي"، معتبراً أنّها تتعارض مع المنطق البشري، وهي "الفقر الذي يجعلك غنياً". وأكّد ما بشر به يسوع المسيح نفسه، وهو أنّ "الغنى الحقيقي ليس في تكديس كنوز في الأرض، حيث يفسد السوس والصدأ، وينقب السارقين فيسرقون، وإنما في المحبة المتبادلة التي تجعلنا نحمل أعباء بعضنا البعض لكي لا يترك أحد أو يهمّش".

ودعا البابا فرنسيس، صندوق الأمم المتحدة للطفولة ، لاتّخاذ الخطوات الطارئة من أجل الحيلولة، دون وقوع مجاعة في الصومال، الذي يعاني من موجة الجفاف، مُشيراً إلى أنّها الأسوأ منذ أربعة عقود، وتوقّف إمدادات الغذاء بسبب الحرب في أوكرانيا.

وبدورها، لفتت الوكالة الأمميّة إلى ضرورة ألّا يقتصر اهتمام العالم حصراً على الأزمة الأوكرانية، قائلة: "لا بد من النظر إلى أزمات أخرى تعانيها شعوب بأسرها، كما يحصل في الصومال الذي يواجه خطر المجاعة". وأشارت إلى الارتفاع المقلق في معدلات سوء التغذية في البلاد، وفي منطقة القرن الأفريقي ككل. وكشفت ال"يونيسيف" عن معاناة، 386 ألف طفل في الصومال من سوء التغذية، معتبرة أن وضع الأمن الغذائي هو أسوأ مما كان عليه العام 2021. كما أكّدت أنّ المجاعة حصدت أرواح 250 ألف شخص في الصومال، معظمهم من الأطفال.

وشدّدت نائبة مدير ال"يونيسيف" لمنطقة شرق القارة الأفريقية وجنوبها، على أنّ الحرب في أوكرانيا هي العامل الرئيس الذي يعرّض حياة الأطفال في منطقة القرن الأفريقي للخطر. وأوضحت أن "الصومال كان يستورد 92 % من حاجته من القمح من روسيا وأوكرانيا"، لافتة إلى أنّ هذه الإمدادات توقفت اليوم بسبب الحرب. وقالت : "عدد الأطفال ضحايا سوء التغذية الحاد في الصومال ارتفع بنسبة 15% خلال الأشهر الخمسة الماضية، ليصبح عدد الأطفال المحتاجين إلى العلاج في إثيوبيا وكينيا والصومال مليون و700 ألف طفل".