حوار بطرسبرغ للمناخ بتنظيم مصري- ألماني

  • تاريخ النشر: الإثنين، 18 يوليو 2022
حوار بطرسبرغ للمناخ بتنظيم مصري- ألماني

بدأت أعمال "حوار بطرسبرغ للمناخ"، اليوم، بتنظيم ألماني-مصري في برلين، بمشاركة ممثلين عن 40 دولة، لعرض عدة ملفات بينها "كيفية المضي قدماً في مكافحة التغير المناخي وكذلك مشاكل إمدادات الطاقة ونقص الغذاء". ويهدف المنتدى أيضاً إلى تحديد مسار مؤتمر المناخ العالمي "كوب 27" المحدد في أوائل تشرين الثاني في مدينة شرم الشيخ الساحلية بمحافظة جنوب سيناء المصرية.

وبدعوة من المستشار الألماني أولاف شولتز، يزور الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، برلين للمشاركة في فعاليات "حوار بطرسبرغ“ الذي رأته الرئاسة المصرية "إحدى المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بشرم الشيخ لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ".

كلمة السيسي

اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي​، أن جميع التقديرات والتقارير العلمية تؤكد بشكل واضح، أن تغير ​المناخ​ بات يمثل تهديداً وجودياً للكثير من الدول والمجتمعات على مستوى العالم، مشيراً إلى أن ما تواجهه القارة الأوروبية هذه الأيام من موجة حارة، دليل على صحة ودقة هذه التقديرات المتعلقة بتغير المناخ، وأضاف هذا يجب أن يدفعنا جميعاً إلى مضاعفة العمل المطلوب، بالأخص بعد أن أجمعت الجهات كافة على أن الأولوية خلال المرحلة المقبلة، هي لتطبيق اتفاق ​باريس، ونقل المساهمات المحددة وطنيا إلى واقع فعلي، في إطار المبادئ الدولية الحاكمة لعمل المناخ الدولي، وفي مقدمتها الإنصاف والمسؤولية المشتركة متباينة الأعباء والقدرات المتفاوتة للدول.

ولفت في كلمته إلى أن طرفاً رئيساً من جهد الرئاسة المصرية​ لمؤتمر الجهات ينصب في الوقت الراهن، على جعل قمة المناخ العالمية نقطة فارقة على صعيد عمل المناخ الدولي، بما يشارك في الحفاظ على الزخم الدولي وتأكيد التزام كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية بنقل وعودها وتعهداتها إلى تنفيذ فعلي على الأرض، يكفل عملية التحول إلى ​الاقتصاد منخفض الانبعاثات القادر على التعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ والتعامل معها، ويشارك في تعزيز حجم ونوعية وآليات تمويل المناخ المتاحة للدول النامية، وهو الجانب الأهم وحجر الزاوية لتمكين تلك الدول من القيام بدورها في هذا الجهد العالمي.

المشكلة الكبرى 

دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، وفي كلمتها، المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري التي يتسبب فيها الإنسان. وأضافت بيربوك، خلال افتتاح "حوار بطرسبرغ" للمناخ، أن أزمة المناخ  أكبر مشكلة أمنية تواجه جميع سكان الأرض اللان. لذلك لا يجب أن تتوقف الحلول عند أي حدود، مشيرةً إلى أن الهدف هو القدرة على الحد من أكبر تهديد أمني لهذا القرن على المستوى الدولي وعلى نحو مشترك.

وتابعت أنه مع الحرب في أوكرانيا تضاعف ألمانيا جهودها لتوسيع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مشيرةً إلى أن ألمانيا ستجبر على إعادة تفعيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم "كاحتياطي طارئ" لفترة قصيرة، مؤكدة أن هذا لا يعني تخلي ألمانيا عن هدف الحد من زيادة ارتفاع درجة حرارة الأرض عن 1.5 درجة مئوية، وتابعت أن "هذا لا يعني أيضًا أننا نتباطأ في سعينا لتوسيع مصادر الطاقة المتجددة".

والجدير بالذكر، أنه في قمة المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة في غلاسكو في تشرين الثاني الماضي تعهدت الدول بالحد من ارتفاع احترار الأرض عند 1.5 درجة مئوية وتشديد أهدافها الوطنية لحماية المناخ بحلول نهاية العام على أقصى تقدير.

إمّا العمل الجماعي أو الانتحار الجماعي

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، خلال كلمته في "حوار بيترسبيرغ للمناخ"من أن "نصف البشرية في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات​"، مشدداً على أنه "لا يوجد بلد محصن".

ولفت إلى أنه على رغم من الانتحار الجماعي الذي تواجهه البشرية بسبب أزمة المناخ، "فإننا نواصل تغذية إدماننا على ​الوقود الأحفوري​". وشرح غوتيريش لوزراء من 40 دولة خلال اجتماعهم لمناقشة أزمة المناخ، أن هناك خيارين، "إما العمل الجماعي أو الانتحار الجماعي"، وأضاف أن "الأمر لا يزال في أيدينا".

الالتزام بالأهداف

من جهته، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري الدول الأعضاء في مؤتمر المناخ العالمي إلى الالتزام بالأهداف المناخية المتفق عليها. وأضاف شكري، في بداية "حوار بطرسبرغ للمناخ" أنه لا يجب استخدام الوضع الحالي في العالم كعذر لعدم العمل بالالتزامات السابقة، خاصة فيما يتعلق بدعم الدول النامية، مشيراً إلى أن العقد الحاسم للعمل قد بدأ بالفعل.

وعرض توترات جيوسياسية غير مسبوقة من شأنها أن تمس بالأمن الغذائي والموثوقية في سلاسل التوريد الدولية، لافتاً إلى أنه من المهم في الأوقات المضطربة الحالية العمل بسرعة وضمان بقاء حماية المناخ على رأس جدول أعمال الدول، مضيفاً أنه إذا لم تقم دول العالم بزيادة أهدافها المناخية الآن، فلن يكون هدف الـ1.5 درجة قابلاً للتحقيق.