عون: إذا "زركوني" فثمة خطوة تالية لي...

  • تاريخ النشر: الخميس، 08 سبتمبر 2022
عون: إذا "زركوني" فثمة خطوة تالية لي...

حذر رئيس الجمهورية ميشال عون من أنه  "ما لم يُنتخب رئيس للجمهورية أو تتألف حكومة قبل 31 تشرين الأول المقبل، وإذا أصرّوا على ان «يزركوني»، فإنّ هناك علامة استفهام تحيط بخطوتي التالية وبالقرار الذي سأتخذه عندئذ". وأبدى ارتيابه من أسباب عدم تشكيل حكومة أصيلة حتى الآن، قائلاً: "لديّ شعور بأن العرقلة متعمّدة، لكي يضع الرئيس نجيب ميقاتي ومن معه وخلفه ايديهم على البلد عبر حكومة تصريف أعمال لا تتوافر فيها شروط الحلول مكان رئيس الجمهورية، وإذا نشأ مثل هذا الوضع النافر فأنا لن أرضخ له وسأواجهه". وتابع : "إنهم يعبثون بالتوازنات الدقيقة التي تميز هذا البلد، وكأنه لا يكفي ما فعلوه خلال العهد حتى يريدون اللحاق بي إلى منزلي واستكمال الحرب ضدّي، لكنني لن أسمح بفرض الأمر الواقع علي، سواء كنت في بعبدا ام في الرابية".


حكومة التكنوقراط غير منتجة

وشدّد عون، في حديث صحفي، على أهمية ضم 6 وزراء دولة سياسيين إلى الحكومة الحالية حتى تكتسب حصانة سياسية هي ضرورية جداً لمواجهة احتمال الشغور، لأن حكومة التكنوقراط الصافية كما هي الآن غير قادرة على تولّي مهمات رئيس الجمهورية. ولفت إلى "أن حكومة التكنوقراط لم تكن منتجة أساساً كما كنا نتمنى، ووزراؤها ليسوا مهيئين لتأدية الدور السياسي الذي قد يُفرض عليهم كورثة لصلاحيات رئاسة الجمهورية، ولذا اقترحت تعيين 6 وزراء دولة يمثّلون الطوائف والقوى الاساسية ويحققون التوازن الوطني في صنع القرارات." وأكّد أن ميقاتي كان قد وافق على الصيغة التي تقضي بتعيين ستة وزراء دولة جدد الى جانب تغيير اسمَي وزيري الاقتصاد والمهجرين في التركيبة الحالية، مع مراعاة ان يكون البديل السني من منطقة عكار، وان لا يستفزّ البديل الدرزي وليد جنبلاط، مشيراً إلى أنه كان شخصياً موافقاً على هذا المعيار. وقال: "فيما كنت ارتاح في جناح السكن داخل القصر، وصل في إحدى الليالي على عجل صديق مشترك ناقلاً إلي قرار ميقاتي بقبول الصيغة الموسعة، فخلدت الى النوم مُستبشراً بالخير ومتفائلاً بقرب الولادة المنتظرة، قبل أن أتفاجأ لاحقاً بأن ميقاتي عدل عن رأيه وسحب موافقته، بعد تواصله مع الرئيس نبيه بري الذي عاد وجاهَر برفضه وزراء الدولة الستة في خطاب ذكرى تغييب الامام الصدر". إلا أن عون أشار  الى "ان فرصة تشكيل حكومة جديدة لا تزال متوافرة، وانا أدعو الرئيس ميقاتي الى التقاطها والتعامل معها بجدية، لا ان يأتي لزيارتي بضعة دقائق «وبعدين بيحمل حالو وبيمشي...".


وزير المال يجمد مراسيم

وشدد  على"أنّ المطلوب من ميقاتي أيضا إقناع الرئيس بري بالتجاوب مع إقرار مراسيم ترقية الضباط من رتبة عميد، وتعيين عمداء كليات الجامعة اللبنانية وكذلك تسهيل تعيين هيئة رؤساء التمييز لاعادة إطلاق التحقيق في جريمة انفجار المرفأ المجمّد منذ اكثر من ثمانية أشهر، وغيرها من الأمور العالقة التي يجري تعطيلها عن سابق تصور وتصميم نكاية بي، في حين انّ البلد هو من يدفع الثمن"، مشيراً الى ان اللافت هو أن معظم هذه المراسيم جمّدها وزير المال خلافا للدستور والقوانين، ويقال ان هذا التجميد تم بناء على طلب من الرئيس بري.

وأكد رئيس الجمهورية انه عانى من تكتل جهات داخلية وخارجية ضده خلال ولايته لمنعه من النجاح. واستغرب "كيف ان مجلس النواب لم يقر بعد القوانين الإصلاحية الملحةَ التي يطلبها صندوق النقد الدولي، على رغم  ان رئيس المجلس كان قد أكد أنه سيجري البت بها في شهر آب الماضي قبل أن تصبح الأولوية لإنتخابات الرئاسة، إلا إذا كان يُراد عدم إبرام الاتفاق النهائي في عهدي".

هجوم جعجع


وعن الهجوم  العنيف الذي شنّه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ضده قال عون: "إن القيمة الكبرى لا ترد على القيمة الصغرى لئلا تفقد وزنها". وأضاف: "على كلٍ، هذا لم يكن خطاباً بل مجموعة شتائم ولعل أبلغ تعليق عليها يتمثّل في قول مأثور من "روائع الحِكم" ورد فيه: ليس كل من يُطلق عليهم رجال هم رجال، فكلمة الطير تجمع بين الصقر والدجاجة".

 واكد عون أنه لا يجد من يستحق أن يدعمه من بين معظم اسماء السياسيين المتداولة للرئاسة، لافتاً الى انّ جبران باسيل غير مرشح، والآخرين لا تتوافر فيهم الشروط الضرورية لتولي المنصب.

لا حرب في المنطقة

واستبعد رئيس الجمهورية اندلاع حرب، ليس فقط على الجبهة اللبنانية وإنما في المنطقة أيضا، واضعاً التهديدات المتبادلة في سياق تحسين شروط التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وأكد أن تحرّك المقاومة أسهم في إعطاء المفاوضات غير المباشرة قوة دفع الى الأمام.

وعن مرحلة ما بعد العودة المفترضة الى الرابية أوضح عون انه سيكون "الرئيس الفخري للتيار الوطني الحر الذي سأضع عصارة تجربتي في تصرفه، أما الادارة المباشرة للتيار فستظل تحت قيادة جبران باسيل" .