إحياء العاشر من المحرّم في لبنان

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 09 أغسطس 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 10 أغسطس 2022
إحياء العاشر من المحرّم في لبنان

أحيت الطائفة الشيعيّة مراسم العاشر من المحرّم بإقامة مجالس حسينيّة وتنظيم مسيرات في عدد من المناطق وخصوصاً في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع.

نصرالله

وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن اليد التي ستمتد إلى ثروات لبنان ستقطع وإنّه يتطلّع إلى لبنان القوي الحر العزيز القادر على حماية سيادته وكرامته والقادر على استخراج ثروته الطبيعية.

وفي كلمة له خلال المسيرة العاشورائية المركزية التي أقامها الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكّد نصرالله أنّه يجب التطلع إلى مستقبل واعد لشعب لبنان، وإلى لبنان القوي الحر القادر على حماية سيادته وكرامته والقادر على استخراج ثروته الطبيعية، وعلى منع أي يد من أن تمتد إلى ثرواته الطبيعية. ودعا إلى أوسع تضامن لتجاوز الصعوبات، وإلى تشكيل حكومة جدّية. ورأى أن على المسؤولين أن يشعروا بآلام الناس وأوجاعهم.

وفي شأن النفط والحدود البحرية قال نصر الله إنّه ينتظر ما ستأتي به الأجوبة على طلبات الدولة اللبنانية، وإنّه "يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات" وردّ على التصريحات والتهديدات تجاه لبنان، بالتحذير من أي خطأ مع لبنان وشعبه. وهدد بالرد على أي اغتيال إسرائيلي لقادة فلسطينيين على أرض لبنان، قائلاً إن أي اعتداء على أي إنسان في لبنان لن يبقى من دون عقاب. وأشار إلى أن على العدو أن يعرف أنَّ في لبنان مقاومة أثبتت أنها تقهر الجيش الذي قيل إنه لا يُقهر.

مسيرة حركة أمل

من جهتها أحيت حركة أمل- إقليم بيروت يوم العاشر من المحرم بمسيرة عاشورائية جماهيرية حاشدة، انطلقت من باحة معوض إلى روضة الشهيدين، تقدمها وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن وشخصيات وفاعليات.

وطالب النائب قبلان قبلان في كلمة بنهاية المسيرة، بانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية بلا تباطؤ او تأخير، مشدداً على ضرورة تفاهم الجميع على ذلك، وآملاً أن يكون العهد الجديد، عهد النهوض الوطني، وبداية استعادة الثقة والتعافي الاقتصادي والمالي والاجتماعي، وتفعيل المؤسسات الدستورية، والخروج من حالة الترهل والهريان التي أصابت لبنان.

صُور 

وأُحيت حركة أمل في إقليم جبل عامل، يوم العاشر من المحرم بمسيرة عاشورائية جماهيرية في مدينة صور، تقدمها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، النائبان علي خريس وأشرف بيضون وفاعليات سياسية ودينية.

وأشار خليل إلى أنّ المجلس النيابي قام بواجبه في تشريع القوانين، ولكن لا بدّ من الوصول إلى تطبيق حقيقي لها، كما لا بدّ من إطلاق عمل المؤسسات وسط أجواء إيجابيّة لتهيئة الانتخابات الرئاسيّة، وتحمّل مسؤوليّة نقل البلد إلى مرحلة سياسية مختلفة توصلنا إلى دولة مدنية، دولة المواطنة ومن ثم تشكيل حكومة قادرة على حماية حقوق المودعين وحقوق الناس.

النبطيّة

 وتوافد آلاف المواطنين منذ الصباح الباكر من النبطية ومنطقتها لإحياء اليوم العاشر من المحرّم، واحتشدوا في الساحات والشوارع التي فرضت فيها وحولها إجراءات أمنيّة مشدّدة واستثنائيّة من قبل وحدات من قوى الأمن الداخلي والجيش.

وبعد الانتهاء من تلاوة المصرع الحسيني، اندفع عشرات من الضرّيبة، وحزوا رؤوسهم بآلات حادة، وسالت الدماء بغزارة وجابوا الشوارع الرئيسية في المدينة، وأغمي على العديد منهم وعملت فرق من الجمعيات والهيئات الصحية على إسعافهم.

المفتي الجعفري الممتاز

وأكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في ذكرى العاشر من المحرم، أنّ لبنان متروك، والانهيار شامل، والتلكؤ خيانة، والأسواق بفم التماسيح، ونظام الخدمات العامة انتهى، والظروف المعيشية أشبه بحرب إبادة، والأزمات تغلي، وسياسات الإفقار والإنهاك مقصودة، ومافيا السلع والدولار والنفط والعجين أكلت البلد وحولت الناس إلى طوابير.

وحذّر من لعبة الفراغ ومشاريع تفجير البلد من الداخل عبر خرائط فوضى وتجويع وفلتان وفتن طائفية وحروب أهلية، بهدف إنشاء جبهات قتال بخلفية مشروع أميركي – إسرائيلي ولوبي دولي – إقليمي يريد للبنان أن ينتهي كدولة وجبهة مقاومة، معتبراً أنّ الخيار هو حماية لبنان بكل ما يحتاجه، واليوم يوم التضحية والفداء، وما يجري بفلسطين معركة كلّ حرّ، ولبنان وفلسطين مصير واحد وقضيّة واحدة، فيما عرب التطبيع شركاء تل أبيب بمذابح فلسطين.

فضل الله

واعتبر العلامة السيد علي فضل الله أن لا حل لأزمات هذا البلد إلا بقيام دولة الإنسان، داعياً القوى السياسية إلى الكف عن صراعاتها وتبادل الاتهامات في ما بينها، مشدداً على ضرورة التمسك بكل وسائل القوة والمقاومة لحماية الحقوق اللبنانية.

وفي كلمة ألقاها في قاعة الزهراء في مجمع الإمامين الحسنين في حارة حريك، لمناسبة العاشر من المحرم، اعتبر فضل الله أنّ "عاشوراء هي في مواجهة كل من يريد إضعافنا، ونهب ثرواتنا ومن يسعى ليستنزفنا في الصراعات والانقسامات والفتن، التي تلبس لبوساً مذهبياً وسياسياً أمنياً"، وأشار إلى أنّه "يجب علينا أن نرفع الصوت عالياً متمسكين بكل وسائل القوة والمقاومة لحماية كل ذرة من حقوقنا في مواجهة العدو"، داعياً القوى السياسية التي كانت سبباً في إيصال اللبنانيين إلى حافة الجوع، إلى الكف عن صراعاتها وتبادل الاتهامات في ما بينها والتي تحول دون تشكيل الحكومة التي تخفف من أزمات اللبنانيين. وقال إن الحل لا يكون إلا ببناء دولة الإنسان، دولة جامعة يشعر فيها الإنسان بإنسانيته بعيداً من طائفته ومذهبه.