وسيلة "الواحد سيلندر" أهلاً وسهلاً في لبنان

  • ملاك الخليليبواسطة: ملاك الخليلي تاريخ النشر: الأربعاء، 10 أغسطس 2022 آخر تحديث: الأحد، 25 ديسمبر 2022
وسيلة "الواحد سيلندر" أهلاً وسهلاً في لبنان

انتشرت في المدن اللبنانية في الآونة الأخيرة، وسيلة نقل جديدة معروفة ب "التوك توك"، في مشهدٍ لم يكن مألوفًا حتى الأمس القريب. أصبحت هذه الوسيلة الأمل الوحيد للكثير من اللبنانيين، الذين اعتمدوها نتيجة الارتفاع الجنوني للدولار وبالتالي ارتفاع سعر صفيحة البنزين، هذا عدا عن غياب تام للحلول المقدمة من الدولة في ظل أزمة اقتصادية خانقة .

ويبلغ سعر هذه العربة التي تسير على ثلاثِ عجلات نحو 1500 دولار كحد أدنى، وقد يصل إلى 3500 دولار حسب حجمه وتجهيزاته.
لقد حان الوقت لنقول أهلاً وسهلاً بوسيلة "الواحد سيلاندر" الأوفر والأفضل لجميع اللبنانيين البائسين.
إن أبواب "التوك توك" لم تفتح فقط لـ "الزبائن"، بل لشباب أقعدتهم البطالة، ووجدوه  وسيلة لكسب المال فأصبحت وظيفة في زمن شح الوظائف.


وفي حديث لموقع البلد أونلاين، أكد رئيس مصلحة تسجيل السيارات أيمن عبد الغفور، أنه كثرت في الأونة الأخيرة حركة تسجيل السيارات في السوق المحلية، وعملية التبادل لشراء السيارات الصغيرة الموفرة لمادة البنزين، مشيراً إلى انتشار ظاهرة "التوك توك"، إذ يتم تسجيل هذه العربة وفق معايير مخصصة تعتمد على قوة المحرك وسرعته، علمًا أن تلك المركبة لم يتم ذكرها بالقانون، ولكن تم التعامل مع آلية تسجيلها وفق معايير عامة .
وبرأي عبد الغفور، "يجب إعادة النظر بالتشريعات الموجودة قديمًا خصوصًا عملية تشريعها، ويجب وضع ضوابط لتنقل هذه المركبة على الطرقات العامة، والتنسيق بما يتماشى مع قوانين السير".
من جانبه، قال خبير السير كمال إبراهيم إن السلامة المرورية بشكل عام غير آمنة في لبنان،
مشيرًا إلى أن ظاهرة "التوك توك"، أصبحت حاجة نتيجة الغلاء والأوضاع الاقتصادية الصعبة. وصنف
 تلك العربة بـ"غير الآمنة" عندما يكون تنقلها في أماكن التقاطعات وأماكن فيها سرعات عالية. واعتبر "التوك توك" آمناً عندما يكون محور تنقله في أماكن الأسواق حيث نسبة الخطورة واردة ولكنها قليلة. 
ولهذه العربة وجهات استعمال متعددة، فابن صيدا، وائل قصب يستخدمها كوسيلة نقل للوصول إلى مكان عمله في وسط المدينة أو لإيصال أولاده إلى مدرستهم وإعادتهم منها. ويصل به الأمر أحياناً إلى حد مساعدة الناس الذين يجدهم على الطرق العامة ينتظرون سيارة أجرة لنقلهم مجاناً.
يبدو أننا سنشهد انتشارا أوسع لظاهرة "التوك توك"، وسيزيد الطلب عليه مع استمرار الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار البنزين. وتُعتبر هذه الظاهرة بوابة أمل وبمثابة "الفرج" لكثير من الشباب الذين توقفت أعمالهم بسبب الأزمات التي عانى منها لبنان . فهل سيستطيع اللبناني التخلي عن "برستيجه" والصورة النمطية التي اعتاد عليها، ويعتمد على نطاق واسع على "التوك توك"، في هذه الظروف القاهرة التي خيمت على لبنان؟