إبراهيم يكشف تفاصيل فشل التمديد ولحظة "الخروج"

  • تاريخ النشر: الخميس، 09 مارس 2023
إبراهيم يكشف تفاصيل فشل التمديد ولحظة "الخروج"

رفض المدير العام السابق لمديرية الأمن العام اللواء عباس إبراهيم في حديث صحفيّ، الإشارة إلى المسؤول عن فشل محاولات تمديد ولايته، لكنه أشار إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "الذي أطلق صفارة الانطلاق الحقيقية"، عندما قال إنه "سيركن للقانون بهذا الموضوع ولن يقبل بالمراجعات السياسيّة".

واعتبر إبراهيم أن ميقاتي تحدث بطريقة أثارت "التباساً" عند المواطنين والسلطة السياسية، علماً بأن مجموعة من القانونيين وجدت مخارج قانونية للتمديد إلا أنه لم يؤخذ بها، لافتاً إلى أن ميقاتي كان يريد في البداية قانوناً بدون ​سياسة​، ولاحقاً سياسة بدون قانون، و"هذا السبب الذي أوصلنا إلى هنا".

وأكد إبراهيم أنه لم يكن يرغب بتمديد ولايته لولا عدم القدرة على تعيين أصيل، وأن يبقى في هذا المركز لحين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة المواصفات يمكنها تعيين مدير عام أصيل للأمن العام، مشيراً إلى أنه أبلغ "من يعنيهم الأمر" منذ خمسة أشهر، بأنه لا يرغب بالبقاء في منصبه عند نهاية ولايته، قبل أن يرضخ لاحقاً لفكرة التمديد "المؤقت".

وأشار إلى أن العميد إلياس البيسري "من خيرة الضباط، وأنا قلت له إن خبرتي وإمكاناتي بتصرفه"، مضيفاً أنه بالشكل الكل قام بما يُتوقع منه، فرئيس المجلس النيابي نبيه بري على سبيل المثال "دعا إلى عقد جلسة، لكنها لم تحصل، أما النائب جبران باسيل، فقال إنه مستعد لتأمين نصاب للبرلمان لتشريع الضرورة، والضرورة كلمة مطاطة، حيث اشترط باسيل أن يكون قانون التمديد لجميع المديرين العامين، وهو ما لم يؤخذ به، فلم يحصل".

ورأى إبراهيم "إيجابية" في طريقة الخروج التي عكست مشاعر الناس تجاه مدير عام الأمن العام السابق، وكيف كان المواطنون ينظرون لهذه المديرية، قائلاً: "هذا الأمر أفتخر به كثيراً ويشرفني ويعوّض دراماتيكية الخروج"، مؤكداً أنه سيكون مستقلاً إلى حد بعيد بدون الخروج عن الواقع اللبناني.

إلى ذلك، قال: "لم أستطع أن أفي رغم كل ما قمت به، كتاب المديرية وصلاحياتها وصلاحيات المدير العام حقه، لأن الصلاحيات واسعة جداً"، جازماً أن لا شيء حصل في المديرية كوسيط للجمهورية كان خارج صلاحيات المديرية العامة أو مدير الأمن العام، مشيراً إلى وجود مديرين لم يمارسوا كل هذه الصلاحيات، لافتاً إلى أن الفترة التي تسلم بها مهامه كانت بأغلبها فترة فراغ على جميع المستويات، مشيراً إلى أنه استطاع القيام بوسيط الجمهورية واستطاع تدوير الزوايا والوصول إلى النتائج المتوخاة.

وقال إبراهيم واصفاً عمل رجال السياسة في لبنان: "النكد هو الغالب على الأداء السياسي، والفعل ورد الفعل هو الغالب على الرأي السياسي فلا تخطيط في لبنان، ونحن نعيش في عالم ردود الفعل. وهذه العقلية مردودها سيكون سيئاً إن استمرت، يجب أن نخرج منها وهذا الأداء أداء مدمر وما وصلنا له يجب أن يكون حافزاً لكي يغيروا، ولكن لم يتغير أي شيء".

وعند سؤاله عما إذا كان من الطبيعي وجود هذا العدد من الأجهزة الأمنية في لبنان، ذكر أنه "لا ليس طبيعياً"، ويرد السبب إلى أنه "لدينا زحمة وعجقة طوائف، ودول العالم تعيد تنظيم أجهزتها في كل فترة وتوحيدها، كل ضمن اختصاصه"، مستطرداً "هذا يدفعنا إلى أن نفكّر فعلاً بإلغاء الطائفية، والذهاب إلى دولة مدنية لنصبح مواطنين وليس طوائف، آن الأوان لكي نصبح مواطنين بهذا البلد ونصبح أكثر تديناً وأقل طائفية".

ولفت إبراهيم إلى أنه تسلم المديرية مع بدايات الأزمة السورية، وانقطعت العلاقات الدبلوماسية لأغلب الدول مع سوريا، وكان لا بد على المستوى الأمني أن يكون هناك مرتكز بمكان ما لتطل منه هذه الدول على سوريا، والعكس، كاشفاً أنه "التلاقي كان على اللواء إبراهيم لأن يكون الشخصية التي تستطيع الكلام مع سوريا والغرب في آن معاً، وعلى مدى 12 سنة تقريباً أنجزنا ما أنجزناه وقمنا بالكثير من المهام، منها ما أعلن عنه، وأكثرها لم يتم الإعلان عنها لحساسيتها، إذ استطعنا تخفيف الكثير من السلبيات نتيجة هذا التواصل، بداية على لبنان وسوريا وانتهاء بالدول الشقيقة والصديقة بالعالم".