جعجع يكشف تفاصيل "صفقة رئاسية" عُرضت على "القوات"

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 01 مارس 2023 آخر تحديث: الخميس، 02 مارس 2023
جعجع يكشف تفاصيل "صفقة رئاسية" عُرضت على "القوات"

أشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، إلى أنه لا يرى حلولاً في الأفق لأزمة الشغور الرئاسي في لبنان حتى الآن، وقال: "اعتدنا على تكتيك حزب الله في الانتخابات الرئاسية من الماضي وحتى الآن، حيث يترك الحزب الأمور تذهب إلى أسوأ ما يمكن، كي نقبل بما يريده"، مؤكّداً أنه رغم كل ما حُكي "كذباً وزوراً وبهتاناً عن الحوار"، لم يتزحزح حزب الله مقدار شعرة عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، معتبراً أن كل الدعوات التي أُطلقت سابقاً للحوار، هي "دعوات كاذبة وغشاشة، والهدف منها تضييع الوقت، وخريطة الحل، مفقودة أيضاً".

وشدد في حوار صحفيّ، على أنهم كمعارضة غير مستعدين تحت ضغط الأزمة، للذهاب إلى حل يعمق الأزمة، وأضاف: "ما نسعى له هو حل الأزمة وليس تعميقها".

وسجّل جعجع بحسب ما نقلت الصحيفة تراجعاً عن موقفه السابق بتأمين النصاب لانتخاب الرئيس "حتى لو كان لمرشح حزب الله"، وأوضح أنه " إذا استطاعوا أن يجمعوا 65 صوتاً لمرشحهم، عندها سندخل في عزلة عربية أعمق، والغرب سيشطب لبنان من قائمة أولوياته، وإدارة البلد بالداخل ستكون كما شهدناها في السنوات الست الماضية. عندها، هل سنسكت ونذهب إلى الجلسة؟ لا لن نتصرف على هذا النحو. سنقاطع طبعاً".

وكشف جعجع عن تواصل تم مع القوات اللبنانية، من جانبين، أحدهما دولي والآخر محلي اقترحا القبول بانتخاب سليمان فرنجية في إطار صفقة ما، لافتاً إلى أنهم أكدوا للجانبين أن "المشكلة ليست في انتخاب فرنجية كشخص، بل المشكلة تكمن في أننا نكون قد قمنا بخطوات تزيد الأزمة تأزماً، بدل حلها، وعليه، فإن هذا الخيار ليس وارداً بالنسبة لنا".

وعما إذا كانت "القوات" ستقبل برئيس "حل وسط"، لفت إلى أنه "إذا كان رئيساً معتدلاً وليّناً وعنده علاقة جيدة بكل الأطراف، وفي الوقت نفسه يكون رئيساً فعلياً، فإنه سيكون حلاً وسطاً، أما إذا كان توافقياً بما معناه ألا يمتلك رأياً أو قراراً أو شخصية حاضرة، ويكون ضعيفاً ولا يقوم بأي إنجاز، بالتأكيد لن نقبل".

 وأسف للأخبار التي "تخترعها وسائل إعلام لبنان، أو تتلقى أخباراً مغشوشة"، قائلاً: "ليست الأطراف الدولية من تحدث عن ذلك، بل الصحف في الواقع، مواقف الأطراف الدولية ليست كما يتم تصويرها في الصحافة المحلية، بدليل أن الأطراف الدولية لا تتحدث عن موقفها".

وكشف جعجع أنهم يحاولون جمع أصوات للنائب ميشال معوض على قدر إمكاناتهم، لأن هذا الأمر الوحيد الذي يستطيعون القيام به في الوقت الحاضر. 

وقلل جعجع من أهمية أي تواصل مع حزب الله، مستدلاً على ذلك بأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط شخصياً التقى بـحزب الله وقدم طروحات تسوية، معتبراً أن النتيجة كانت بقاء الوضع على ما هو عليه، لافتاً إلى أن الحزب يدعو للحوار، و"المقصود بذلك التحاور حول ترشيح سليمان فرنجية ولا شيء آخر".

وحول إمكانية الحوار مع "التيار الوطني الحر" في ظل تباعد رئيس التيار النائب جبران باسيل عن حزب الله، أجاب جعجع: "أنني أشك جداً جداً... لأن الممارسة منذ ست سنوات حتى الآن تعطي فكرة عن طبيعة هذه المجموعة كيف تتصرف؟ ما هي منطلقاتها؟ وأين تتجه؟ الأمر الثاني وهو الأهم، صار هناك تبادل للآراء بطريقة غير مباشرة بواسطة بكركي. التيار حتى الآن لم يطرح أي شيء. كل ما طرحه هو الاتفاق، لكن علام نتفق؟ لا شيء. تنتهي القضية عند هذا الحد".

وخلص جعجع إلى أن التيار الوطني الحر "يتمترس" في بكركي لتقوية أوراق تفاوضه مع حزب الله، ويحاول توسيع مروحة اتصالاته لتقوية موقعه تجاه الحزب.

وميّز جعجع بين دستورية اجتماع الحكومة أو اجتماع البرلمان في ظل شغور منصب رئيس الجمهورية مؤكداً أنه "دستورياً، تستطيع الحكومة أن تجتمع بصرف النظر عن كل الآراء الأخرى المطروحة، لكن بما أنها حكومة تصريف أعمال، عليها أن تجتمع بالحدود الضيقة لتصريف الأعمال. الجلسة التي عقدت الاثنين، تنطبق عليها المواصفات الدستورية لتصريف الأعمال بالأمور الضيقة والطارئة، عندما تجتمع للأمور الملحة والطارئة، فلا نمانع".

أمّا فيما خص المجلس النيابي،قال: "علينا احترام الدستور بالحد الأدنى، المادة 73 و74 و75 من الدستور تفرض أن يلتئم المجلس النيابي فوراً في حالة الشغور الرئاسي ويتحول إلى هيئة ناخبة لانتخاب الرئيس، وهذا هو دور البرلمان الآن، لكنه يحاول القفز فوق هذا الدور للقيام بتشريع، وهذا أمر لا يصحّ، على البرلمان أن يحترم الدستور بكل النقاط، لا يمكن القفز لجلسة تشريعية، وهو لم يجتمع لانتخاب رئيس لأنه لا يقوم بعمل جدي ولا يُدار المجلس بالشكل المناسب لانتخاب رئيس".

وفي الملف الإقليمي، كرّر جعجع رفضه الانفتاح العربي على النظام السوري، لافتاً إلى أن الأمور بالنسبة إليه تنطلق من "موقف أخلاقي، حيث لا وضع في العالم مزرٍ أكثر من وضع سوريا بسبب الرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً: "الشعب السوري تبعثر في الجهات الأربع، واللاجئون ملأوا أوروبا والشرق الأوسط ووصلوا إلى أقاصي الأرض، وعذابات لا نهاية لها في مخيمات اللجوء".

وذكر أنه لإعادة سوريا إلى الحضن العربي، يجب أن يكون الأسد قادراً على العودة إلى الحضن العربي، معتبراً أنه في الوقت الحاضر، ليست هناك دولة ذات سيادة في سوريا قادرة على تنفيذ التفاهمات، مشيراً إلى أن "قرار دمشق الآن بأحسن حالاته بين روسيا وإيران، بعد تطور العلاقة بين الروس والإيرانيين، ورأى أنّ "القرار ليس عند الأسد، ولا حول ولا قوة له".