افتتاح معرض بيروت للكتاب

افتتح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي معرض بيروت العربي للكتاب في بيروت بالوقوف دقيقة صمت على روح الراحل سميح البابا الذي فارق الحياة قبل أيام، وهو أحد مؤسسي معرض الكتاب.

ورأى ميقاتي في كلمة القاها خلال الاحتفال الافتتاحي، أن هذا المعرض يروي ظمأ الجمهور الباحث عن فسحة ضوء، وعن مساحة تلاقٍ حضارية لا طالما تميزت بها أم الدنيا باحتضانها للكتاب، بدور نشرها المتنوعة، وبمساحة الحرية المتاحة لأفكار كتابها ومثقفيها، بحيث باتت مقصداً لأهل الفكر من كل البلدان. وأضاف أن "وسائل الاتصال الحديثة باتت في يومنا هذا، أداة للحصول على المعرفة بحيث يسهل الحصول عليها بكبسة زر، وهذا التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال صار من بديهيات الأشياء، بل من ضروريات الحياة المعاصرة، لكن من قال إن طلب المعرفة من طريق الإنترنت أو غيره من وسائل الاتصال، يغني عن الكتاب أو يحل محله؟". واستشهد بدليل أن اللبنانيين من مختلف المناطق، كما من الدول العربية، ينتظرون موعد افتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب سنوياً ليحصل فيه هذا اللقاء الدافئ والمباشر بين القارئ والكتاب، وبين القارئ والكاتب في أحيانٍ كثيرة أيضاً. وأكّد ميزة هذه المساحة الفكرية في هذا التواصل المباشر والتفاعل الجميل والثري بينهما، أكان في احتفالات التوقيع على أحدث ما أنتجه المبدعون من كل صنف ولون، أو عبر الندوات التي يحاضر فيها كبار الأدباء والمفكرين والمثقفين.
 
 

وكان الاحتفال قد افتتح بالنشيد الوطني، وقدم له عضو الهيئة الإدارية للنادي الثقافي العربي علي بيضون الذي رحب بالحضور وقال: "من بيروت أم الحضارات والشرائع، من بيروت منارة الكلمة الحرة وحديقة الفكر والشعر والأدب والفن والجمال، من بيروت التي كانت وما زالت وفية للكتاب، يكبر الحلم معرضاً عربياً للكتاب، يتسع ولا يضيق، يمضي إلى الأمام ولا يعود إلى الوراء".

ثم ألقت رئيسة النادي الثقافي العربي السيدة سلوى السنيورة بعاصيري كلمة النادي، وأشارت فيها إلى أن معرض بيروت العربي الدولي للكتاب يؤكد الدور البارز للمثقف المستنير في صوغ مصير الوطن في كل مناحيه، وأن العلم والفكر هما الشعلة المضيئة التي من شأنها إزالة السواد المقيت الذي يعيق جلاء الرؤية ويعطل المخيلة المبدعة. 

من جهتها، شددت رئيسة نقابة اتحاد الناشرين في لبنان سميرة عاصي على أن حال الكتاب اليوم كحال الأمة، قلق واضطراب، ولولا إيمان الناشرين بأنهم يؤدون خدمة لمجتمعهم ولأمتهم ،أمة "إقرأ"، لما كان هذا الكم الغفير من الإصدارات الجديدة يزين المعرض.