السوبر الأوروبي "محطم الجماجم"

  • حسين صالحبواسطة: حسين صالح تاريخ النشر: الخميس، 04 أغسطس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022
السوبر الأوروبي "محطم الجماجم"

أطلق رئيس نادي ريال مدريد فلورينتينو بيريز، قبل فترة، بطولة جديدة حملت مسمى " دوري السوبر الأوروبي"، ومن المفترض أن تضم عشرين فريقاً حتى تنطلق مبارياتها رسمياً، ولكن المواجهات لا تزال مستمرة بين أصحاب المشروع واتحادي الفيفا واليويفا، وحتى الآن لم يُعرف من هو صاحب وجهات النظر الصحيحة، في ظل دعم بعض الحكومات الأوروبية للاتحادات المختصّة.

وبدأ المشروع بقيادة بيريز، إذ ضم ستة فرق إنكليزية ممثلةً بمانشستر يونايتد، مانشستر سيتي، ليفربول، أرسنال، تشلسي وتوتنهام بالإضافة لفريقين إسبانيين هما ريال مدريد وبرشلونة والإيطالي يوفنتوس.

وكان هدف تحرك إنشاء بطولة انشقاقية، تحقيق أرباح وعائدات خيالية للنوادي المشاركة، من خلال المباريات التنافسية بين أكبر الفرق الأوروبية، بعد تعرض كرة القدم العالمية لخسائر كبيرة بسبب تفشي فيروس كورونا.  ولفت بيريز إلى أن المباريات التنافسية الكبيرة تستقطب الشباب مقارنةً بمباريات دور المجموعات في دوري الأبطال.

معارضة دولية ضد دوري جديد

لكن هذا المشروع الضخم قوبل بشن هجمات كبيرة على المؤسسين من بعض الحكومات والأندية الأوروبية، فأكدت الرئاسة الفرنسية وقوفها بجانب أنديتها التي رفضت الانضمام للبطولة، وكانت من أشد المعارضين، إذ شدد الإليزيه على دعمه للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، لحماية نزاهة المسابقات  الاتحادية، كما عارض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بشدة فكرة المشروع، معتبراً أنها خطط مدمرة لكرة القدم ومحط قلق للمشجعين.

وإثر وقوف كبار المسؤولين بجانب الفيفا واليويفا، قام الاتحادان بفرض عقوبات على الأندية المشاركة طالت اللاعبين شخصياً بمنعهم من اللعب في البطولات المنافسة، بالإضافة إلى تهديد رابطات الدوريات الخمس الكبرى أنديتها، لكن بيريز أحال القضية للمحاكم المختصة التي صدرت قراراتها بعدم أحقية الاتحادين والرابطات في اللجوء لهذا الأسلوب.

حرب رياضية ــ اقتصادية

لم تقتصر القضية على حربٍ كرويةٍ فحسب، بل خلقت تشنجات بين الأندية المستفيدة من إنشاء البطولة والأندية المدعومة من خزائن دولية كباريس سان جيرمان، الذي تموله دولة قطر، ومانشستر سيتي المدعوم من الإمارات. وانتقلت هذه المعارك إلى سوق الانتقالات على مبدأ "تحطيم الرؤوس" بين النادي الملكي والنادي الباريسي على صفقة اللاعب كيليان مبابي، التي انتهت بتجديد العقد مع فريقه الحالي.

ويقول خبير العلوم الاقتصادية ديدييه بريمو إن الجدوى المالية غير مضمونة على الإطلاق لأن البطولة تضم نخبة الأندية، مستشهداً ببطولة "يوروليغ" في كرة السلة، التي تعاني 80% من أنديتها من عجزٍ كبيرٍ، رغم المستوى المرتفع من المنافسات. بالمقابل، يرى تيم بريدج من شركة ديلويت أن البطولة المغلقة تولّد ضمانة مالية للاستثمارات ولا يوجد أيّة مخاطر.

أما بالنسبة لحقوق النقل، فرئيس نادي باريس سان جيرمان ومالك محطات  Bein Sports” ناصر الخليفي لن يوافق على بث مباريات دوري السوبر عبر شاشاته، نظراً لمعارضته الشديدة لقيام هذا الدوري الذي اعتبر أنه يسلب متعة كرة القدم لأسباب مادية، لذلك سيضطر بيريز للبحث عن قنوات ناقلة لمباريات بطولته، بالإشارة إلى أن قنوات “bein sports” هي الأكثر شعبية في العالم.

فالجدلية اليوم حول نجاح هذا الدوري كبيرة، نظراً للانقسام الجماهيري الذي ولّدته، فهل سينجح دوري السوبر الأوروبي رغم كل الصعوبات، أم أن النصر سيحالف الجهات المعارضة؟

حسين صالح