المرأة في السياسية: ما وراء الكواليس؟

  • ملاك الخليليبواسطة: ملاك الخليلي تاريخ النشر: الثلاثاء، 19 يوليو 2022 آخر تحديث: الأحد، 25 ديسمبر 2022
المرأة في السياسية: ما وراء الكواليس؟

رغم مشاركة المرأة في صنع القرار، وانخراطها في الحياة السياسية في حدودٍ مُعينة، ما تزال بعض الدول تحرمها من لعب أي دور سياسي، وتُعطيها صورةً نمطية تنضح بالتطرف والتحجر الفكري.
سيناريو تهميش المرأة يتضمن وسائل عدة: عنف مُمنهج، وابتزاز، وعرقلة مشاريع، وإحباط أي مساعٍ تقوم بها  للوصول إلى السلطة. وكأنه من غير المعروف أن المرأة عصب الحياة، وشريكة في الوطن ،فلماذا لا تكون شريكة في المعركة السياسية بدل أن يتم التعامل معها كعدو؟

في لبنان، ازدادت أخيرا ً وتيرة العنف تجاه المرأة في السياسة ( تهديدات، تشهير، إكراه..)، لكنها ظلت تُقاوم وتُناضل وتسعى نحو مشاركة سياسية عادلة، وتتحدى كل الظروف لعلها تُسهم في النهوض بالواقع السياسي .

تهجم بأساليب مختلفة

وفي حديث للبلد أونلاين، أشارت الإعلامية ديما صادق إلى تعرضها للعنف منذ  العام 2012، موضحةً أن التهجم عليها يُمارس بأساليب مختلفة: إلكترونياً وهاتفياً… ويطال العائلة إلى درجة أصبح فيها هذا العنف جزءاً من يومياتها، الأمر الذي جعلها متآلفة مع هذا الموضوع. وأكدت أن الهجوم والعنف اللذين تتعرض لهما، ليس بسبب طريقتها الاستفزازية كما يدعي المهاجمون، ولكن الموضوع هو أن كل من يقول كلمة تشذ أو تكون بعيدة عن الخطاب المتداول والمتعارف عليه، سيتعرض تلقائيًا لحملة تعنيف.

النائبة " الملحدة"

من ناحيتها، تقول النائبة حليمة قعقور إن العنف الذي تتعرض له يأتي على شكل عبارات تظهرها "مُلحدة"،وأنها لا تمثل المجتمع المحافظ. وتؤكد في حديث لـلبلد أونلاين، أنها تعرضت لمحاولات استهانة بها بعبارات حاقدة من قبيل: "من أنتِ؟ علمًا أن مسيرتي وسيرتي الذاتية مُلهمة ومؤثرة جداً". 

مناعة وحصانة

ومنذ العام 2018، واجهت الإعلامية غادة عيد حملات من التعنيف "عنف ما شفت منو بحياتي"، على حد وصفها، وتحديدًا منذ ترشحها للانتخابات ونيلها الصوت التفضيلي. وتشير  في حديث خاص لـلبلد أونلاين، إلى أنه كلما ظهرت المرأة "قوية" كلما زاد العنف الذي تتعرض له. وتعودت عيد على أن تواجه العنف حتى أصبح لديها "حصانة ومناعة ضده" بحسب تعبيرها، وهي مصرة  على استكمال مسيرتها، وتعتبر "أن انخراط المرأة ومشاركتها في العمل السياسي هو جزء من التغيير الذي نطمح إليه دائماً".

انطلاقا من هذا الواقع، يبدو جلياً أن عملية الكفاح من أجل تعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار ، تتطلب نضالاً مُستمراً. ومما لا شك فيه أن هذا الطريق طويلٌ جداً، لكن لا ينبغي رفع الراية البيضاء أمام استكمال السير عليه وصولًا إلى الهدف المنشود. ليس من المستغرب وجود نقاش في السياسية، لكن يجب أن يكون هذا النقاش على مستوى معين من المسؤولية وليس على مستوى حياة المرأة الشخصية. كما يجب أن لا يكون العنف ثمناً تدفعه النساء للدخول في عالم السياسة.