كولونا في لبنان: لانتخاب رئيس هذا الشهر

  • تاريخ النشر: الجمعة، 14 أكتوبر 2022
كولونا في لبنان: لانتخاب رئيس هذا الشهر

قامت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بجولة على المراجع الرسمية، في إطار الزيارة التي قامت بها إلى لبنان في ظلّ  انسداد بالنسبة للاستحقاقين الرئاسي والحكومي، وتقدّم بالنسبة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

وقد اجتمعت الوزيرة الفرنسية قبل ظهر اليوم مع كلّ من رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي.

في قصر بعبدا

وأبلغ رئيس الجمهورية الوزيرة،  أن موافقة لبنان على الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ستشكل مدخلاً أساسيا لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، وستسهم في النهوض الاقتصادي اللبناني من جديد والانطلاق في ورشة إعادة الإعمار.
وشكر الرئيس عون فرنسا على دورها في تحقيق هذا الترسيم، معوّلاً على دور مهم يمكن أن تقوم به في المساعدة على وضعه موضع التنفيذ.  وأكد  العمل من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، فضلاً عن سعيه إلى تشكيل حكومة جديدة . وطلب من الوزيرة  مساعدة فرنسا في موضوع إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم.
وأوضحت كولونا ،من ناحيتها، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب منها نقل تهانيه لانتهاء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وتمنياته الازدهار للبنان وشعبه، والتشديد على الصداقة التي تربط البلدين والشعبين، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي يسعى لدى كل الدول الصديقة لمساعدة لبنان. ولفتت إلى أنه بعد انتهاء مفاوضات الترسيم، باتت زيارتها إلى لبنان تدور في أجواء أكثر إيجابية، وبعد موافقة لبنان ستبدأ شركة "توتال" عملها في الكشف والتأكد من نوعية النفط الموجود، وأن الأمور ستسير على الطريق الصحيح. وتمنت أن يتمكن اللبنانيون من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وإقرار الإصلاحات الضرورية للنهوض الاقتصادي، معتبرة أن إجراء الإصلاحات اللازمة واحترام المواعيد الدستورية سيكون بمثابة رسالة إيجابية للدول التي تعاني بدورها من أزمات باتت معروفة، كي تبدأ في المبادرة للمساعدة. وشددت على دور مجلس النواب في إقرار القوانين الإصلاحية اللازمة .
كولونا في لبنان: لانتخاب رئيس هذا الشهر

في عين التينة

بدوره قال الرئيس بري خلال استقباله وزيرة الخارجية الفرنسية: "الشكر لفرنسا على الدور الذي لعبته وتلعبه لمساعدة لبنان على تجاوز أزماته منذ زيارة رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون الأولى للبنان، ودورها في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية اللبنانية الجنوبية، وتلبية شركة توتال مطالب لبنان في البدء بأعمال الحفر والتنقيب بأسرع وقت ممكن" .

كولونا في لبنان: لانتخاب رئيس هذا الشهر

في السراي الحكومي

من ناحيته، جدد ميقاتي خلال اجتماعه مع كولونا، "شكر فرنسا على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان ودعمها له على الصعد كافة، وعلى العلاقة الخاصة  بين فرنسا والشعب اللبناني، والتي يعبّر عنها الرئيس إيمانويل ماكرون  في كل المحافل الدولية".

بدورها، شددت وزيرة خارجية فرنسا على وجوب إتمام الاستحقاقات الدستورية اللبنانية في موعدها، وعلى وجوب استكمال الإصلاحات الضرورية للانتقال إلى التوقيع النهائي لاتفاق لبنان مع صندوق النقد الدولي. وقالت" إن المجتمع الدولي ككل يتطلع إلى إتمام عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لعدم  حصول أي فراغ قد يضعف الموقف اللبناني في إدارة عمليات التفاوض لحل أزماته ومعالجة الملفات الضرورية".

وقد  طلب رئيس الحكومة من الوزيرة الفرنسية مؤازرة بلادها لبنان في حل أزمة النازحين السوريين على أرضه، وإعادتهم إلى بلادهم.

كولونا في لبنان: لانتخاب رئيس هذا الشهر

مؤتمر صحفي في مطار بيروت

وعقدت كولونا مؤتمراً صحفيّاً بعد الظهر في مطار بيروت الدولي، شددت فيه على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء هذا الشهر، مشيرة إلى أن "الرسالة التي أحملها اليوم هي وجوب احترام الاستحقاق الدستوري وهذه ضرورة أساسية للبنان، وهو لا يحتمل خطر الفراغ في السلطة". واعتبرت أن "انتخاب الرئيس  المقبل يعود إلى اللبنانيين وحدهم، وعليهم اختيار رئيس يستطيع أن يرأس الشعب ويعمل مع اللاعبين الإقليميين والدوليين لتخطّي الأزمة الحالية لضمان استقرار وأمن وسلامة لبنان". وأضافت إن "الصداقة مع لبنان تسمح لنا أن نقول، إنه لا يستطيع أن يتحمل الفراغ، وعلى المسؤولين أن يكونوا على قدر المسؤولية".

وأشادت كولونا بـالاتفاق "التاريخي" الذي عقده لبنان مع إسرائيل في موضوع ترسيم الحدود البحرية، موضحة أنه لن يحلّ مكان الإصلاحات "التي تبقى أولوية ويجب تطبيق الاتفاق مع البنك الدولي، وهذا الخيار الوحيد لإرسال رسالة ثقة إلى المستثمرين والإتيان بالتمويل الذي يحتاج إليه لبنان".