البلد أونلاين "يجسّ نبض" النواب إزاء حوار بري

  • ميسا قصاب جبوليبواسطة: ميسا قصاب جبولي تاريخ النشر: السبت، 10 ديسمبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 25 ديسمبر 2022
البلد أونلاين "يجسّ نبض" النواب إزاء حوار بري

قبل فترة، حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري جس نبض بعض القوى السياسية والنيابية في موضوع الحوار، الذي كان يرغب في إطلاقه على نية التفاهم حول مرشح لرئاسة الجمهورية، لكنه لم يحصد التجاوب المطلوب. 

على عكس ذلك، انطلقت في جلسة مجلس النواب الأخيرة، يوم الخميس الماضي، أصوات نيابية تشجعه على تنظيم مثل هذا الحوار. وتلقف رئيس المجلس هذه الدعوات، مؤكداً أن الجلسة الانتخابية العاشرة المقررة الخميس المقبل يمكن أن يحولها إلى جلسة حوارية، إذا كانت هناك موافقة من الكتل النيابية.

غير أن اللافت للانتباه أنّه في عزّ "الحديث الحواري"، استجد التوتر الذي انفجر على خط العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، على خلفية موقفيهما المتناقضين من الجلسة الأخيرة لحكومة تصريف الأعمال.

فكيف تبدو مواقف النواب والكتل النيابية بشأن الحوار المرتقب؟

الكتائب

موقع البلد أونلاين قام بسلسة اتصالات مع  أعضاء في هذه الكتل فجاءت ردودهم متفاوتة.  فعضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش قال "إننا  لم نرفض يوماً أي دعوة للحوار بهدف الوصول إلى نتيجة"، مشيراً إلى أن الحزب لم يجتمع بعد، ولم  يتشاور مع الأفرقاء السياسيين لاتخاذ القرار النهائي من المشاركة، لكنه اعتبر أن بديل الحوار هو العنف والمشاكل والمزيد من التشنج.

"الجمهورية القوية"                                                           

من جهته، قال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني إن الكتلة تنتظر الدعوة الرسمية من الرئيس بري، وتأمل أن تكون واضحة الإطار لتقرر حينها المشاركة أو عدمها، مشيراً إلى أنها لن تشارك إلا في جلسة انتخاب رئيس في مجلس النواب تحت قبة البرلمان. وذكّر بأن هذا موقف القوات سابقاً ولن يتغير. وحثّ حاصباني تكراراً رئيس مجلس النواب على دعوة للحوار تكون واضحة الإطار.

"اللقاء الديمقراطي"

من ناحيتها، تعتبر كتلة اللقاء الديمقراطي من أبرز المؤيدين للحوار،  "ولطالما كانت تعبر عن موقفها من الجلسة الحوارية وما يمكن أن تقدمه من تسهيلات لناحية التوصل لانتخاب رئيس"، على ما يؤكد  عضو الكتلة النائب بلال عبدالله، الذي يعلن أنها ستكون أول المشاركين في الجلسة الحوارية، "لأننا لا نستطيع الاستمرار على هذه الحال، والهدف هو تقريب المسافات بين الكتل، التي بدورها عليها أن تعمل إلى الوصول إلى نتائج".

حركة أمل

بدوره، أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أشرف بيضون حضور الكتلة جلسة الحوار، معتبراً أن دعوة بري يوم الخميس الماضي واضحة الإطار، إذ "دعا تحت قبة مجلس النواب، كل الكتل للحوار في الجلسة المقبلة بدل أن تكون جلسة روتينية كسابقاتها"، آملاً تجاوب كل الكتل.

ورداً على ما قاله زميله النائب حاصباني لجهة أن دعوة بري غير واضحة، أكد بيضون أن الحوار لن يكون محدداً، "ففي الحوار يكون تقدم خطوة من كل جهة للوصول إلى خطوة مشتركة على قاعدة أن الحقيقة هي ابنة الحوار".

التغييريون

أما النواب التغييريون، فمن الواضح أن موقفهم يشهد تخبطاً حقيقياً  . فبعضهم  حسم قراره بعدم المشاركة في جلسة الحوار، وهذا ما أكده النائب مارك ضو الذي قال إنه لا يعتبر نفسه "ميّالاً" لهذه الجلسة، مؤكداً أنه مع  جلسات نقاش عامة، وأن الاتجاه العام هو عدم المشاركة.

بدوره، أكد النائب ملحم خلف أن الكتلة ليس لديها قرار واضح لناحية مشاركتها في جلسة الحوار، بانتظار أن يعقد اجتماع لاتخاذ قرار واضح.

أما النائب فراس حمدان، فقد أشار إلى أنه لا يملك جواباً واضحاً حتى اللحظة في ما يخص مشاركته في جلسة الحوار، معتبراً أن ليس هناك أي دعوة واضحة، ولا يبدو أن الحوار موجود.

"لبنان القوي"

من ناحيته، أكد عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد درغام، أن التكتل لم يتخذ بعد قراراً نهائياً لناحية مشاركته في الجلسة، لكنه أشار إلى أنه منفتح دائماً على الحوار والتلاقي.

كتلة الوفاء

أما كتلة الوفاء للمقاومة فقد أعلنت مشاركتها في جلسة الحوار، واعتبر أحد أعضائها النائب حسن عز الدين  أن الخروج من الأزمة لا يحصل إلا بالحوار الجاد. وأشار إلى أن "من هو حريص على هذا البلد ومن ينادي ويطالب بالسيادة الحقيقة والاستقلال الحقيقي لهذا البلد، عليه أن يتلقى هذه الدعوة "، معتبراً أن من يرفض الحوار يعني أنه يرفض التواصل، و يكون من المعطلين الذين يرفعون شعارات لا يلتزمون بها.

توتر التيار - حزب الله 

رغم ما شكلته دعوة بري من "بارقة أمل"، إلاّ أن البعض اعتبر أن التوتر المستجد بين  التيار الوطني الحر وحزب الله قد يعرقل هذا الحوار ويزيد الطين بلة، باعتبار أن ما حصل  الأسبوع الفائت، ليس أمراً عابراً  وربما تنسحب تداعياته على البلد عموماً ويتسبب بمزيد من الأزمات.

وفي هذا السياق، اعتبر النائب درغام أن ما حصل اختلاف في وجهات النظر فقط بسبب انعقاد جلسة مجلس الوزراء، والتيار كان له عتاب، ورأى أن هذا الخلاف انتهى، آملاً أن تعود الأمور إلى مجاريها. 

من جهته، اعتبر النائب عز الدين، أن هذا التوتر هو نوع من التباينات، تحصل بين الأفرقاء والأصدقاء وبين مكونات المجتمع اللبناني بما يحمل من آراء متعددة ومختلفة حتى بين المتحالفين. وأشار إلى أن "كتلة الوفاء للمقاومة" لا تتحدى  أحداً ولا ترضى بأن يتحداها أحد، معتبراً أن التحدي والاستفزاز هما لغة الضعيف.

بانتظار المزيد من التبلور لمواقف الكتل النيابية في الأيام المقبلة، تبقى العيون نحو الأيام القليلة المقبلة لمعرفة ما إذا كانت الجلسة العاشرة ستؤسس لرئيس "صنع في لبنان" بعد 9 حلقات من مسلسل "انتخاب رئيس" فاشلة.