باسيل منفتح على الخصوم.. و"الاشتراكي" يفرج عن موقفه للبلد أونلاين

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 28 ديسمبر 2022
باسيل منفتح على الخصوم.. و"الاشتراكي" يفرج عن موقفه للبلد أونلاين

اندفعت إلى واجهة الأحداث الرئيسية في البلاد، خلال الآونة الأخيرة، سلسلة اللقاءات التي عقدها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مع عدد من خصومه السياسيين، وتحديداً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وتعددت القراءات لأهداف ونتائج هذه اللقاءات. وإذا كانت في جانب منها ذا طابع اجتماعي، إلا أنها بلا شك تحمل طابعاً سياسياً لا يمكن إنكاره.
ويرى بعض المحللين السياسيين في هذا الانفتاح "الباسيلي" رسالة لحزب الله، تفيد بأن التيار الوطني الحر قادر على تجاوزه والتواصل مع الخصوم، فيما يعتبره آخرون محاولة من زعيم "التيار البرتقالي" لطرح مرشح رئاسي توافقي غير فرنجية.
وفي اتصالات أجراها البلد أونلاين لمعرفة آراء هذه الأطراف المتخاصمة بتلك اللقاءات، التي تمت بواسطة أصدقاء مشتركين، لوحظ التكتم الشديد من بعض المعنيين.

فعند سؤال مسؤولين في التيار الوطني الحر، وأعضاء في تكتل لبنان القوي عن رأيهم، أشارت النائبة ندى البستاني إلى ضرورة العودة الى مرجعيتها قبل الحديث عن هذا الموضوع، إذ " إنني لا أمتلك أي جواب عنه". وأبدى زميلها النائب سيزار أبي خليل أيضاً تحفظه، لكنه لفت إلى أنه "من الممكن أي يصرّح باسيل شخصياً عن اللقاءات التي عقدها" ، وأنه لن يقدم أي جواب "منعاً لاستباق الأمور".

وعلى ضفة فريق الرئيس ميقاتي، رفض مستشاره الإعلامي فارس الجميل الخوض في تفاصيل اللقاء الذي عقده رئيس حكومة تصريف الأعمال وباسيل، مؤكداً أنه كان "لقاء غداء ولا يحمل أي أبعاد سياسية". إلّا أن النائب السابق علي درويش، العضو السابق في كتلة ميقاتي النيابية، قال "إنهم لو كانوا يرغبون في التصريح، لكانت نشرت الصيغة الأساسية للقاء"، كاشفاً أن اتصالات داخلية يحتاجها البلد خاصةً في هذه المرحلة باتجاه للتهدئة. وأضاف أن أي تواصل بين المسؤولين اللبنانيين هو أمر مرحب به في هذه المرحلة خصوصاً. وأوضح أنه بالنسبة لعدم صدور أي بيان عن الاجتماع، "فعملياً يعود الأمر للطرفين ، إذا كان الاجتماع قد حصل فعلاً، وعندئذ سيكون ضمن الاتصالات الداخلية التي يجب أن تكون في هذه المرحلة بغية تحقيق تقارب داخلي". 

ولدى سؤاله عما إذا كان يمكن التأسيس على هذا اللقاء لمرحلة مقبلة، أكد درويش أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة جداً في حال لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، وأنه يفترض أن يكون هناك تقارب في وجهات النظر بين الأفرقاء السياسيين، وتفعيل العمل على مستوى خدمة الناس لحين لحظة الانتخاب، "وعدا ذلك فهذه المرحلة عصيبة وتندرج تحت خانة تقطيع الوقت، وإذا استمر الشغور ستدخل البلاد إلى مراحل أصعب، والتكاتف واجب لقطعها".

في المقابل أبلغ الحزب التقدمي الاشتراكي البلد أونلاين بالمزيد من المواقف، غداة الاجتماع الذي عقده رئيس الحزب وليد جنبلاط مع باسيل بعيداً من الإعلام، في منزل جو بيار الضاهر وعقيلته داليا جنبلاط. وأشارت مصادر الحزب التقدمي إلى أن الحوار، خلال الاجتماع، تناول الملف الرئاسي المطروح حالياً بشكل واضح، وشددت على أن وجهة نظر الحزب تشدد على ضرورة حصول الانتخاب الرئاسي بسرعة، "لأن البلد غير قادر على تحمل المزيد من التأخر". وأكدت ألا حل للوصول لرئيس إلا بالتحاور، لأنه من الواضح  أن "لا أكثرية من الكتل النيابية بمقدورها الفوز بالرئيس بمفردها، وأن هذه النقاط هي المطروحة من جهة الاشتراكي". وإذ لفتت إلى تباعد وجهات النظر بين الحزب التقدمي والتيار الحر، أوضحت المصادر نفسها أن الحوار عادة ما يحصل بين المختلفين، لذلك "نحن منفتحون على الحوار معهم، والأمر يحصل تباعاً، فإذا أنتج الحوار حلاً  يمكن أن يصل الحوار إلى نتيجة ويمكن أن لا يصل ، فلا جواب ثابتاً في هذا الشأن". 

أما الطرف الآخر الذي التقاه النائب باسيل فهو زعيم تيار المردة. وعلى غرار بعض الأطراف الأخرى، لم يشأ مسؤولون في "التيار" الشمالي التعليق على اللقاء. ومن بين هؤلاء المحامي سليمان فرنجية الذي أعلن "عدم رغبتنا في إعطاء أي تصريحات خلال هذه الفترة".

مما لا شك فيه أن التواصل بين القوى السياسية اللبنانية مطلوب وخصوصاً في الظروف الحالية التي يمر بها لبنان. فكيف إذا كان الأمر بين الخصوم؟ ولكن هل ستكون لهذه اللقاءات تتمة، أم أن الأهداف الكامنة وراءها قد أجهضتها باكراً؟!.

كارلا حمزة