هل من مسؤولية لحزب الله بحادثة العاقبية؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 15 ديسمبر 2022 آخر تحديث: الجمعة، 16 ديسمبر 2022
هل من مسؤولية لحزب الله بحادثة العاقبية؟

لم تمرّ حادثة تعرّض الدورية الإيرلندية التابعة لقوات حفظ السلام في العاقبية بالجنوب مرور الكرام. وبانتظار إعلان الحقيقة الدامغة لما حصل، فإن الروايات تعددت. وقالت إحداها  إن إشكالاً وقع مساء أمس بين أهالي البلدة وقوّة من "اليونيفيل"، وتخلله إطلاق نار في المحلّة، حيث قتل جنديٌ إيرلندي وأصيب 3 آخرون.

وبحسب الأهالي، فإن الدورية هي من أطلقت النار في الهواء بعد اعتراض الأهالي طريقها بهدف ترهيبهم  وإجبارهم على إعادة فتحه. لكن رواية ثالثة أكدت أن الأهالي هم من أطلقوا النار وتسببوا بوفاة عنصر "اليونيفيل" وجرح رفاقه الثلاثة. أما الرواية الرابعة فقد أفادت بأن الدورية تعرضت لحادث سير بعد فض الإشكال، ما تسبب بتدهور المركبة ومقتل العسكري الإيرلندي. وأشارت بعض وسائل الإعلام العربية نقلاً عن مصدر قضائي إلى أن 7 طلقات أصابت آلية "اليونيفيل"، وأدت إلى مقتل الجندي وإصابة زملائه الثلاثة. 

وإذا كان الجميع يتفق على أن الحادثة خطيرة، فإن البعض أعطاها أبعاداً سياسية كونها "تهدد الأمن"، فيما اعتبرها البعض الآخر غير مقصودة.

ومهما يكن من أمر، فإن الحادثة حصدت تعاطفاً واضحاً مع الضحية والمصابين، سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي والسياسي. وعبّر مسؤولون وشخصيات عدة عن إدانتهم لما حصل. وكان أبرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد أن "هذا الحادث العابر لن يعكر صفو العلاقة التاريخية والعميقة بين اللبنانيين بشكل عام والجنوبيين بشكل خاص من جهة ، والكتيبة الإيرلندية من جهة أخرى". كما شدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث، وتلافي تكراره في المستقبل. بدورها، أعربت قيادة الجيش اللبناني عن تعازيها بوفاة أحد عناصر الوحدة الإيرلندية، وتمنّت لرفاقه الثلاثة الجرحى الشفاء العاجل. أما حزب الله فقد حث، بلسان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، على عدم إقحام الحزب في الحادثة، مشيراً إلى أن حزب الله  قدم تعازيه.

في المقابل، وجه البعض أصابع الاتهام إلى الحزب، باعتباره الفاعل الخفي لهذه "الحادثة المقصودة". وفي هذا السياق، وصف النّائب أشرف ريفي  الاعتداء على اليونيفل بـ"الجريمة الإضافية للحزب تحت عنوان الأهالي، بحقّ لبنان واستقراره، على وقع السلطة الساكتة والعاجزة".

بدوره، لفت عضو كتلة الجمهورية القوية النائب غياث يزبك، إلى أن هذا الاعتداء السافر أدى إلى مقتل جندي وجرح ٣ على أيدي "الأهالي". وسأل في تغريدة على "تويتر": "أتقول الحكومة لـ"اليونيفل"، فلتَلتزِم قواتك الطرق التي نسيطر عليها نظرياً وكل خروج عنها يوقعها في أفخاخ الدويلة حيث لا قوة ولا سيادة؟".

وفي اتصال لموقع البلد أونلاين مع يزبك لشرح مضمون كلامه، أشار إلى أن تغريدته واضحة، وأن الجميع يعلم أن كل تنقلات القوى الدولية في الجنوب مضبوطة على إيقاعات حزب الله وضمن استراتيجيته. ولفت إلى أن المنطقة معروفة، والحاجز الذي أقيم أمس من المستحيل أن يكون قد وضع بدون أن يكون للحزب علم به.

وشدّد على أن حزب الله يتحصن دائماً وراء ظاهرة اسمها "الأهالي"، الذين يعترضون على خروج القوات الدولية عن المسارات التي رسمها الحزب لهم، في وقت ينص القرار 1701 على أن لا ضوابط تمنع دخول "اليونيفيل" إلى أي منطقة.

وقال يزبك إنه لم يتّهم حزب الله بالمباشر بحادثة الأمس، داعياً إلى أن تقوم الضابطة العدلية بدورها، لإجراء التحقيقات اللازمة التي تصل إلى النتائج، مشيراً إلى إن التقارير الرسمية لا تظهر في هكذا مواقع وأحداث بدون أن يكون الحزب، هو المشرف الأول عليها ومبدياً رأيه فيها.