السعودية لم تترك لبنان.. وزيارة ميقاتي تمهيد لمرحلة جديدة

  • تاريخ النشر: الإثنين، 12 ديسمبر 2022 آخر تحديث: الإثنين، 26 ديسمبر 2022
السعودية لم تترك لبنان.. وزيارة ميقاتي تمهيد لمرحلة جديدة

‎لم تكن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للمملكة العربية السعودية أمراً عابراً. ولعلّ أهميتها تنبع أولاً من أنها جاءت نتيجة دعوة رسمية له من المملكة لتمثيل لبنان في القمة العربية-الصينية، وثانياً بناءً على ما شهِدت من لقاءات ثنائية مهمّة عقدها ميقاتي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ومسؤولين عرب كانوا في الرياض. لكن الاجتماع الأبرز كان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي أكّد "حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره، وعلى استمرار الدعم الإنساني الذي تقدّمه السعودية وفرنسا للشعب اللبناني الشقيق"، وفقاً لما جاء في البيان الرسمي السعودي. وبحسب البيان فقد تم خلال اللقاء "تأكيد أهمية انتخاب رئيس للبنان وتنفيذ الإصلاحات التي يتطلّع إليها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي". فهل تمهّد زيارة ميقاتي لتخلّي المملكة عن سياستها الحذرة تجاه لبنان؟

‎يُجيب رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام على هذا السؤال، في حديث للبلد أونلاين، مؤكداً أن دعوة لبنان لحضور القمة الصينية-العربية هي خطوة إيجابية بغض النظر عن النتائج التي أسفرت عنها، بحيث أنه لم يكن من المتوقّع أساساً الحصول على نتائج فورية للانفتاح السعودي النسبي نحو لبنان، وخصوصاً تجاه الرئيس ميقاتي، حيث إن الأمور تحتاج للمزيد من الوقت، ورأى أن الكرة أصبحت في ملعب اللبنانيين لتحقيق الإصلاحات اللازمة والمطلوبة منذ العام 2018 في مؤتمر "سيدر"، والتي استمرت بعدما أصبحت الأزمة أكثر إلحاحاً، مشيراً إلى أن لبنان لم ينفّذ حتى الآن أي خطوة إصلاحية لتشجيع الدول المانحة وخاصةً الأشقاء على مد يد المساعدة والدعم من جديد، لذلك اعتبر سلام أن "النتائج لم تكن مفاجئة ولكن مجرد الانفتاح هو خطوة إيجابية، ويتوجب على لبنان التعامل معها وتلبية الشروط الإصلاحية حتى نصل إلى الخواتيم السعيدة".


‎وفي السياق، أشار سلام إلى أن السفير السعودي في لبنان وليد بخاري هو سفير ناشط على كل الأصعدة، لذلك الكلام حول تخلّي السعودية عن لبنان هو "كلام لا يمت للواقع بصلة"، لافتاً إلى أن "المنظومة السياسية نفسها تخلّت عن شعبها وعن وطنها، ولم تلبّ الشروط اللازمة للحصول على المساعدات المالية الضرورية للخروج من الأزمة الحالية". ولدى سؤاله عما إذا كان سيتم ترجمة اللقاء والدعوة عملياً على أرض الواقع، رأى سلام أن هذا لن يحصل حالياً قبل أي خطوة إصلاحية، وأضاف: "لا يمكننا تخطّي فكرة أن لبنان يعيش بدون رئيس جمهورية وعلى إيقاع حكومة تصريف أعمال، وضمن أجواء من الانقسامات الداخلية". واعتبر أنه من الطبيعي أن يسأل من يرغب في تقديم يد المساعدة للبنان عن المرجعية التي يجب أن يتعامل معها: أين رئيسا الجمهورية، والحكومة؟

‎إذاً، يبدو أن زيارة ميقاتي قد تُعتبر خطوة إيجابية وممهدة لتخلّي السعودية عن سياستها الحذرة تجاه لبنان، في حال التزم المعنيون بإنجاز الإصلاحات اللازمة في سبيل عودة المياه إلى مجاريها مع المملكة.

كارلا حمزة