"اللّغة العربيّة " عنوان أعمال المؤتمر الإقليمي في LAU

  • تاريخ النشر: الجمعة، 07 أكتوبر 2022
"اللّغة العربيّة " عنوان أعمال المؤتمر الإقليمي في LAU

افتتح كل من رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية ميشال معوّض ومديرة المركز الدولي لعلوم الانسان اليونسكو – بيبلوس دارينا صليبا أبي شديد، برعاية وحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، بالشراكة مع مؤسسة هانس سايدل أعمال المؤتمر الإقليمي بعنوان "اللّغة العربيّة ركن أساسي لحوار الحضارات"، في حرم الجامعة اللبنانية الأميركية، فرع جبيل. 

"اللّغة العربيّة " عنوان أعمال المؤتمر الإقليمي في LAU

ووصف معوّض في كلمة له خلال الحفل، اللغة العربية بصلة وصل بين الأجيال، مشيراً إلى أنها تستقرأ من خلالها المناخات السائدة في حقبةٍ ما باعتبارها مفتاحاً لفهم العلاقات الاجتماعية السائدة أو الاتجاهات المجتمعية الطاغية. كذلك قال إن إسهام اللغة العربية في حوار الحضارات وتلاقيها وتكاملها ليس جديداً ولا طارئاً، لافتاً إلى أن الغرب في القرون الوسطى عرفوا الفكر والعلم والفلسفة الإغريقية من خلال ترجمات باللغة العربية قام بها مترجمون سريانيون في أزهى حقبات الدولة العباسية.

وأضاف أن لولا هؤلاء لما وصل طب أبقراط وفكر سقراط وأفلاطون وأرسطو ومبادىء أرخميدس وغيرهم إلى الغرب، وأشار إلى دور هذه اللغة الحاسم في تقريب الحضارات من عربية وفارسية وهندية وغيرها، مذكّراً أنها لغة القرآن الكريم. 

ورأى معوّض أن اللغة العربية تلعب ثلاثة أدوار، وهي دور الإرث الشعري والأدبي المميز الذي تأثّر به الكثيرون من عمالقة الأدب في الغرب، وتوفير ترجمات رائعة لأمهات الكتب الأجنبية بصورة فاقت الأصل أحيانا بجماليتها، والإسهامات المتعددة لهذه اللغة للمستشرقين، وهم من الغربيين الذي تعلّموا واتقنوها وبرعوا فيها. وختم متساءلاً: هل تخصّص مجتمعاتنا العربية ما يكفي من الموارد للقيام بأدوارها؟وهل يمكننا اليوم أن نقول أننا نوفيها حقها كحضارة يمكنها تقديم الكثير لسائر الحضارات؟

"اللّغة العربيّة " عنوان أعمال المؤتمر الإقليمي في LAU

من جهتها، قالت أبي شديد إن هذه اللغة هي أكثر اللغات السامية انتشاراً، وثراء حروفها وتنوُّع أساليبها  اللغوية واستخدامها المحسّنات البديعية. وأكدت أن هذه اللغة تواجه مخاطر العولمة المندفعة  باتجاه أولويات عالم التكنولوجيا والتبادل التجاري، وحذّرت من الجنوح إلى اللغات الأجنبية وإلا يتلاشى إرث  ثقافي وحضاري أمام مقتضيات العولمة، مناشدةً لمساندة اللغة العربية لتبقى ضمن أولويات الشباب والشابات، وداعيةً إلى تشجيع الأولاد عليها.

"اللّغة العربيّة " عنوان أعمال المؤتمر الإقليمي في LAU

بدوره، أيّد المرتضى معوّض بأن هذه اللغة كانت جسر عبور الغرب إلى عالمه الفكري والعلمي والحضاريّ المعاصر، مشيراً إلى أنها حفِظَت منتجات الثقافات القديمة، ثم طورتها وأضافت إليها، وخصوصاً عبر مشروع الترجمة من الإغريقية والسريانية والسنسكريتية وغيرها، الذي تولّته الحضارة الإسلامية، على أيدي مترجمين جلُّهم من المسيحيين، في صورةٍ ولا أبهى عن حوار الحضارات. وأضاف أن حوارَ الحضارات في عالم اليوم، نظرية سياسية اجتماعية تُقيم في الأغلب الأعمّ من حركتِها. ورأى أنه وبسبب الارتباط الوثيق دينياً وحضارياً بين اللغة العربية والإسلام، يصبح دور لغتنا حاسماً في التأثير على هذا الحوار، من حيثُ المقبولية والفاعلية. ذلك أن أي حوار حضاريّ ينبغي له أن يقوم بين أحرارٍ متساوين في المواقع والقدرات، لا بين قوي وضعيف.

"اللّغة العربيّة " عنوان أعمال المؤتمر الإقليمي في LAU

وبعدها، تم عرض فيلم وثائقي عن مراحل تأسيس المركز الدولي لعلوم الإنسان Cish-unesco والنجاحات الذي حققها، ثم بدأت سلسلةُ الندوات تحت عنوان "لغة الضاد والتفاعل الحضاري"، تتضمن كيفية حماية اللغة العربية وتعزيزها، والمقاربات اللغوية في المسرح العربي الحديث، والتعددية الثقافية. وفي الختام وُزّعت شهادات.

"اللّغة العربيّة " عنوان أعمال المؤتمر الإقليمي في LAU