باسيل: لا أعمل صبياً عند أحد ولا مصلحة بانتخاب فرنجية

  • تاريخ النشر: الخميس، 06 أبريل 2023 آخر تحديث: الجمعة، 07 أبريل 2023
باسيل: لا أعمل صبياً عند أحد ولا مصلحة بانتخاب فرنجية

كشف رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أن الوفد القطري الذي زار لبنان أكد أن لا مرشحين لديهم بل هم مع فكرة البرنامج وخريطة الطريق والمشروع المتكامل (رئيس جمهورية ورئاسة حكومة وخطة إنقاذ)، وأهم لم يطرحوا أسماء ولم يدخلوا في مقايضات بل قدموا تصورهم الذي يقضي بوجوب انتخاب رئيس للبنان، معتبراً أن " انتخاب الرئيس لا يحل المشكلة".

وسأل باسيل في حديث صحفي: "منذ متى دعونا إلى عودة سوريا للحضن العربي وقامت القيامة علينا"، مؤكدا أن "الجريمة الكبرى التي ارتكبتها حكومة نجيب ميقاتي هي في السماح لانتشار النازحين في لبنان"، مذكّراً بِطرحه عندما قال بوجوب "التمييز بين النازح الفعلي والنازح الاقتصادي"، متسائلاً :"ماذا يمنع الحكومة اليوم من اتخاذ قرار بمنع دخول السوريين غير النازحين؟ ومنذ متى ندعو إلى تفاهم خليجي ـ إيراني ولبناني ـ خليجي ولبناني ـ سوري؟".

وشدد باسيل على أن علاقته "مع الثنائي الشيعي مجمّدة، ولأننا نتكلم بمقاربتين مختلفتين لذلك "ما التقينا"، ونحن لا نريد الرئاسة ولكن لن نسير بمرشح يفاقم الأزمة، أنا لا أعمل صبياً عند أحد بل أعمل عند لبنان والتيار الوطني الحر"، معتبراً أن ما يعوّض التمثيل المسيحي هو اتفاق المسيحيين الأقوياء لديهم حيثية مسيحية على اسم مرشح فيَقوى بهم، قائلاً: "شخصياً قدمت تنازلاً كبيراً وهو عدم ترشحي أما إذا لم يلتزم المعنيون من حلفاء وخصوم بالبنود الأربعة فسندعو للعودة إلى الشارع".

ورأى باسيل أنه "من الجيد الإقرار بأهمية أن يعمّ الاستقرار والهدوء في المنطقة، أما كلمة التسوية فلا أعلم لماذا نحن دائما لدينا خوف من أن تكون على حسابنا ونخاف منها، أنا مع التسوية التي ستخفف التوتر خصوصاً إذا كان طابعها عربي ـ عربي أو سني ـ شيعي لأن انعكاسه جيد على لبنان، أما الشق الثاني فأقل أهمية، أي أن تكون تلك التسوية على حساب لبنان أو فريق في لبنان فهي لن تعيش أبداً".

وأضاف: "لا أنكر وجود أطراف يسعون إلى إقصائنا ليضعونا خارج الحل. وجوابي أنهم لن يستطيعوا وإذا اعتبروا أنهم نجحوا فلن نخرج سوى أقوياء، والبلد لن يستطيع السير بدون إصلاح، فإذا كرروا الخطأ سيفشلون كما فشلوا في حكومة 2005 وفي الحلف الرباعي، وإذا فعلوها سنواجههم وسيفشلون أيضاً".

ولفت باسيل إلى أن "هناك أسماء أخرى في البلد غير سليمان فرنجية، ونحن قلنا لا لمعوض أيضاً والموضوع مع فرنجية ليس شخصياً، علماً أن معوض كان معنا في التكتل وقلنا له لا، وعلماً أنني شخصياً لديّ مصلحة في وصول فرنجية إنما لا مصلحة للبلد بوصوله. وأنا على العكس سأكون مسروراً إذا وصل وسأضحك ولكني أعلم إنه لن يكون لمصلحة البلد إنما وصوله سيكون لمصلحتي الشخصية وسأكون بفضله قد أخذتُ ضمانات ووعوداً ومغريات وكلها لم أقبل بها". 

وحول السؤال الذي طرحه بري على الأميركيين: "مَن غير فرنجية يستطيع التحاور مع سوريا لإعادة النازحين والتحاور مع الحزب؟، أجاب باسيل :" أولاً، على بري أن يسأل اللبنانيين من يريدون قبل أن يسأل الأميركيين، بل يجب عليه أن يسأل النواب ممثلي الشعب. فليتذكر كيف واجَهنا الحكومة البتراء ورفضنا استهداف أي مكوّن، حتى الاستهداف رفضناه. ولذلك يجب أن يسألنا ولا يمارس معنا الشيء الذي مورس عليه".

وأضاف: "أنا زرت بري وكان لقاء جيداً وتناولنا الطعام وتناقشنا بصراحة وغادرنا على فرح، وكان ذلك قبل توجّهي إلى قطر وباريس، وقلت له فكرتي واعترفت له أن الاتفاق الذي حصل في الماضي وكان خارجه دفعنا ثمنه نحن والبلد، ولذلك لماذا الإعداد اليوم لاتفاق أحادي؟ فلنتفق جميعاً، وكان ردّه إيجابيا والجَو كان كذلك أيضا. وبقيت قنوات التواصل مفتوحة، إلا أنّ مشكلتي معهم أنهم يتكلمون معي بمنطق واحد: "سليمان فرنجية هَلّق وأنت بعدين، ونحنا ضمانتك وأعطينا مطالبك وشو بدّك ضمانات نحنا حاضرين"، مؤكداً أنه يتكلم معهم بمنطق مختلف، "فالبلد لا يحمل خيارات كهذه وسنفشل كما فشلنا في السابق، والقصة ليست ضمانات وحصصاً ووعوداً، بل كيف سنخلّص البلد".

ورأى باسيل أن هناك أسماء كثيرة قادرة على التواصل مع سوريا والحزب غير فرنجية، ولا يجب احتكار المسألة بشخص واحد وهذا لا يجوز، معتبراً أن هذا بلد لا يمكن اختصار العلاقة معه بشخص واحد، "ومن غير المجدي أن يقول لنا مكوّن لبناني أنا لا أتكلم معكم سوى على اسم واحد، فهذا إسقاط لجميع اللبنانيين الذين على الأقل وقفوا إلى جانب سوريا ضد الإرهاب ووقفوا مع حزب الله ضد إسرائيل".

وكشف أنهم دوعوا إلى تعديل الدستور بدون تغيير صلاحيات الرئيس، وإجراء انتخابات مباشرة من الشعب لعدم الوقوع في هذا المأزق في كل انتخابات، ولأنّ لبنان بطبيعته مقسّم إلى طوائف لن يستطيع أي طرف في يوم من الأيام أن يفرض رئيساً بدون راعٍ خارجي، مشدداً على أنه حان الوقت لتغيير آلية انتخاب الرئيس.

ورأى باسيل أن "الرئاسة لن تحل الأزمة، وهكذا كان قبل الانتخابات النيابية عندما قلت إنها ستحصل ولكنها ستعقد الأزمة ولن تحلها. واليوم أقول الأمر نفسه"، مشدداً على أن الرئاسة ضرورية ويجب أن تحدث، إلا أنه اعتبر أن المشكلة أنه "إذا حصلت بشرذمة أكثر ومخاصمة وإبعاد، أو إذا حصلت بتوافق أكثر ومشروع إصلاحي، هنا السؤال الأهم". 

وأشار إلى أن انتظار الحلول التي ستأتي من الخارج سيُطيل الأزمة "لأننا ندفع الثمن: هجرة، نفاد لمخزوننا النقدي وانهيار عملتنا وتفكك الدولة والمجتمع، انهيار أخلاقي أكبر، وانهيار مؤسساتي أكبر، فالوقت لا يمر بدون ثمن، والثمن كبير، وكلما يمر الوقت ونضيع فرص الحلول الاقتصادية يصبح الأمر مكلفاً وأصعب ولا حل لذلك". 

وشدد باسيل على أن "لبنان لا يقسّم. ولا يعني الأمر أننا لا نريد لامركزية، ومن المعيب ربط اللامركزية بالفيدرالية أو بالتقسيم"، موضحاً أن اللامركزية هي الحل لمشكلات الناس اليومية، لذلك "ندعو إلى اللامركزية خوفاً من دخول خطاب التقسيم على مجتمعنا وعلى صفوف التيار وأطراف أخرى أمام إصرار الطرف الآخر. فعدم تطبيق اتفاق لطائف يجّرنا إلى طروحات كهذه".

وعن دعوة المناصرين للنزول للشارع، أوضح باسيل أنه "في مكان ما إذا بقي التعنّت ولم يحاسب رياض سلامة ولم تنجز في مجلس النواب إصلاحات سياسية ولم يوافقوا على طلبات صندوق النقد الدولي ولا يريدون أن يتفقوا على رئيس، فمن الطبيعي أن أقول للتيار أن يستعد للنزول إلى الشارع".