مصر تستضيف قادة العالم لمواجهة "الجحيم المناخي"

  • تاريخ النشر: الإثنين، 07 نوفمبر 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 نوفمبر 2022
مصر تستضيف قادة العالم لمواجهة "الجحيم المناخي"

يجتمع قادة العالم في مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" الذي يُعقد في شرم الشيخ بمصر، حيث أجمع معظم المتحدثين على خطورة الأزمة المناخية التي تهدّد العالم أجمع، مشددين على ضرورة التحرك واتخاذ خطوات عملية من أجل خفض حرارة الكوكب.

في كلمة الافتتاح، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى التحرك من أجل إيجاد حلول للمشكلات البيئية. وقال: "يجب أن نتساءل رداً على شواغل الملايين فيما إذا كان ما نطمح إلى تحقيقه يقع في نطاق الممكن". وأكد في كلمته على عدة نقاط، أبرزها أن العالم أصبح مسرحاً لعرض مستمر للمعاناة الإنسانية في أقسى صورها ويجب أن تنتهي هذه المعاناة. كما دعا إلى توفير التمويل اللازم للدول النامية من أجل دعم جهود التكيف المناخي. معلناً أن مصر تبنت استراتيجية وطنية لمواجهة تغير المناخ بالاعتماد على الطاقة المتجددة والنقل النظيف.

في هذا السياق، أشار رئيس دولة الإمارات​ الشيخ محمد بن زايد، إلى أن "عالمنا يواجه تحديات معقدة ومن بينها تغير المناخ الذي أصبح يؤثر على الأمن​ والاستقرار"، مؤكداً "أننا سنواصل التركيز في الإمارات على خفض الانبعاثات في قطاع النفط والطاقة، وسبق أن أطلقنا شراكة استراتيجية مع ​الولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار في إنتاج الطاقة النظيفة". ولفت بن زايد إلى أن "أعمال مؤتمـــر COP28 سنستضيفها في مدينــة دبـي إكسبـو في 2023".

بدوره، قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، إن المملكة ستخصص 2.5 مليار دولار من أجل مبادرة خضراء بالشرق الأوسط على مدار الـ10 سنوات المقبلة وستستضيف مقرها الرئيسي. وأضاف خلال رئاسته النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2022، أن المملكة تستهدف إيجاد حلول من أجل توفير أنظمة طاقة أكثر استدامة. وأوضح: "إننا نسعى إلى أن تمثل الطاقة المتجددة 50% من استهلاكنا في 2030"، مشيراً إلى أن "المملكة تستهدف الوصول للحياد الصفري في 2050". وتابع أن صندوق الاستثمارات العامة، يستهدف صافي انبعاثات صفرية من خلال التنمية المستدامة بحلول عام 2050. وختم متأملاً أن تحقق القمة مستخرجات تؤسس لمستقبل مشرق.

من جهته، قال ولي عهد الكويت مشعل الأحمد الصباح، إن الكويت تعمل على الوصول إلى الحياد الكربوني في 2050، معلناً التزامهم بالتعاون مع الأمم المتحدة في تنفيذ المشروعات البيئية. كما أشار إلى أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تحقق الكثير من التطلعات إقليمياً ودولياً.

كذلك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش​، من أن "انبعاثات الغازات الدفيئة تهدّد كوكبنا، ونتجه نحو الجحيم المناخي، ونقترب من نقطة اللاعودة بشأن تغير المناخ"، مشدداً على "أهمية تكاتف جميع الدول للإسراع في عملية تغيير منحنى الانبعاثات". وذكر أن "نحو 3 مليارات شخص يعيشون في دول هشة أمام التغير المناخي​، ولا يوجد تكيف مع الأحداث الكارثية التي تسبب المعاناة في العالم".

وانطلقت الأحد الدورة الـ 27 من فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ "كوب 27"، والتي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، حتى يوم 18 من الشهر الجاري، بمشاركة رؤساء وقادة من مختلف دول العالم. وتأتي هذه القمة وسط أزمات متعددة مترابطة تهز العالم، وهي الغزو الروسي لأوكرانيا، والتضخم، وخطر حصول ركود، وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء، في وقت سيتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة. وهذه الأزمة المتعددة الجوانب قد تدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيراً العام 2022 مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وجفاف عاثت فساداً بالمحاصيل. ويتعرض القادة لضغوط كبيرة لتعزيز تعهداتهم المناخية إزاء الاحترار الآخذ بالارتفاع، ولتوفير دعم مالي للدول الفقيرة أكثر المتضررين من التغير المناخي.

ويغيب عن المؤتمر الرئيس الصيني شي جين بينغ، في حين أن نظيره الأميركي جو بايدن المنشغل بانتخابات منتصف الولاية سيزور شرم الشيخ سريعاً في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.