المطارنة الموارنة: نضع نواب الأمة أمام مسؤولياتهم

وضع المطارنة الموارنة نواب الأُمة أمام مسؤوليّاتهم الضميريّة تجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد، معتبرين أن "تهرُّبهم" من المسؤولية الوطنية يُفاقِم من تدهور الأوضاع العامة، ويزيد من آلام اللبنانيين، ويُعمِّق فيهم الخوف على المستقبل، ويُقدِّم لهم البرهان تلو البرهان على فراغٍ رهيب في إدارة البلاد، لافتين إلى أن "الدول الصديقة والشقيقة تُلِحّ بدعوتها لهم إلى المُبادَرة الإنقاذية التي لا مفر منها لخلاص لبنان من الأخطار المصيرية التي تتهدّده". 

وعقب اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة  البطريرك  الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية ناشد الآباء حكومة تصريف الأعمال التحلّي بأقصى درجات حسن التدبير والحكمة في مُمارَسة واجباتها في نطاق ما يُجيزه لها الدستور والمصلحة العامة، وتحاشي كلّ ما من شأنه عرقلة السير الطبيعي المنشود للشأن العام. كما طالبوا المعنيين الرسميين، والإداريين في القطاعَين العام والخاص، وضعَ حدٍّ نهائي للصراع العبثي المدمِّر الذي وقع فيه القضاء كما المصارف،". 

وأعربوا مجدّداً عن خشيتهم من تصاعد التفلُّت الأمني وتزايد الجريمة لأسبابٍ مُتنوِّعة خارجة كلّها عن حكم القانون، ومُحرِّضة للنفوس الضعيفة على تجاوز التدابير  التي تتخذها المؤسّسات الأمنيّة والعسكريّة، خصوصًا في هذه الظروف الحرجة. وناشدوا هذه المؤسسات مضاعفة الحزم والحسم لحماية البلاد من تفاقم الإخلال بالأمن والانزلاق التدريجي نحو الفوضى.

وأمل الآباء معالجة سريعة مجدية لتأزُّم الأوضاع التربوية الذي يكاد تقضي على العام الدراسي، ويحرم مئات الألوف من تلامذة المدارس الرسميّة، وعشرات الألوف من طلّاب الجامعة اللبنانيّة، من حقوقهم الطبيعية بالإفادة من ثمار جهودهم، ولا يُحسِّن من أحوال المعلِّمين والأساتذة، المُلقى على عاتقهم واجب الحفاظ على أحد أبرز مُقوِّمات الوجه الحضاري للبنان. 

وأعلنوا أنهم استمعوا إلى عرض من الرابطة المارونيّة لمشروع منصّةٍ إلكترونيّة للتواصل بين الموارنة في العالم، واستمعوا إلى عرض المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود عن واقع القطاع الزراعي في لبنان وعن برامج ومشاريع تسويق الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعات الزراعية ومنتجات المونة والمطبخ اللبنانيّ في الأسواق المحلية وفي دول الانتشار.   

وفي الختام،هنأ الآباء الجميع بعيد القديس يوحنا مارون، أول بطريرك في الكنيسة الأنطاكية المارونية، على أن تكون الخطوة الأولى والأساسية هي انتخاب رئيس للجمهوريّة لاستقامة الأمور لما فيه خير الوطن والشعب. وسيكون يوم الجمعة 10 آذار يومًا مخصّصاً للصلاة في البطريركيّة والأبرشيّات والرهبانيّات على نيّة انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة.