تطورات قمة جدة

  • تاريخ النشر: السبت، 16 يوليو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 18 يوليو 2022
تطورات قمة جدة

تعقد اليوم  ”قمة جدة للأمن والتنمية“، اكتمل وصول القادة والوفود الخليجية والعربية، إلى مدينة جدة السعودية، للمشاركة في القمة العربية الأمريكية. وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة في ظل ظروف وتغيرات كبيرة يشهدها العالم، وتلقي الضوء على المنطقة والإقليم،  ومن المتوقع أن تتناول القمة ملفات رئيسية كالقضية الفلسطينية والحرب في اليمن ومنظومة الأمن الإقليمي، والعلاقات مع إيران وبرنامجها النووي، وملفات التعاون الاقتصادي المشترك في المنطقة.

كلمة ​ولي العهد السعودي

لفت ​ولي العهد السعودي​، محمد بن سلمان، في كلمة له خلال افتتاح قمة ​جدة​ للأمن والتنمية، إلى أن اجتماع اليوم يأتي في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة والعالم تحديات كبرى، شارحاً أن "التحديات الكبرى التي تعرض لها العالم مؤخرا تستدعي مزيداً من الجهود الدولية". وكشف عن قرار الرياض لزيادة إنتاج النفط إلى 13 مليون برميل يومياً.

وعبر عن أمله في أن تؤسس القمة لعهد جديد من التعاون المشترك لتكثيف الشراكة الاستراتيجية بين دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية لخدمة المصالح المشتركة وزيادة الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.

واعتبر بن سلمان، أن "تبنّي سياسات غير واقعية من خلال إقصاء مصادر ​الطاقة​ الرئيسة سيؤدي لتضخم غير مسبوق". وطلب من إيران  التعاون مع دول المنطقة ومراعاة مبادئ الشرعية الدولية، داعياً جميع الجهود الرامية لحل سياسي يمني للأزمة هناك.

تعاون جديد مع إسرائيل

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن​، في كلمة له خلال افتتاح قمة ​جدة​ للأمن والتنمية،  أنه "سوف يكون هناك أعضاء جدد في التعاون بين دول المنطقة بما فيها إسرائيل"، وأكد التزامه بأن يكون هناك حرية الحركة والملاحة في المنطقة.   وتابع "أننا نريد أن ندعم شركاءنا بتعزيز التحالف لحل جميع المشاكل"، لافتاً إلى أنه هناك رؤية واضحة حول ما يجب القيام به في الشرق الأوسط.

 وأوضح أنه بايدن أنّ الولايات المتحدة ستبقى شريكا عامل ونشطا في المنطقة، وسوف تدعم الشراكة مع الدول التي تلتزم بمبادئ النظام العالمي، وأضاف "أننا نرفض استخدام القوة القاهرة في تغيير الحدود".وأكد أنه تم الاتفاق على زيادة إنتاج الطاقة في الشهور القادمة، لافتاً إلى "أننا نجمع مليارات الدولارات لتخفيف الأزمات في المنطقة".

كما أشار إلى أن "إيران​ تقوم بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط​"، مشدداً عزمه على القضاء على مصادر ​الإرهاب.

كلمة ملك الأردن

لفت العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن ”لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة، دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل“. كما شدد في كلمة خلال مشاركته في ”قمة جدة للأمن والتنمية“، على ضرورة الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وأن يتضمن التعاون الاقتصادي في المنطقة السلطة الوطنية الفلسطينية.

وتناول الملك عبد الله، المخاطر التي تواجهها بلاده والمنطقة، مشيراً إلى أن الأردن يعاني من مخاطر أمنية متجددة على حدوده، في مكافحة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، التي أصبحت خطرا كبيرا يهاجم المنطقة بأكملها. ورأى أن الطريق الوحيد للتقدم، هو العمل بشكل "تشاركي"، وأضاف أن الأردن ما زال يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، وتقدم لهم مختلف الخدمات الإنسانية والصحية والتعليمية. وتابع الملك عبد الله، أن هذه المسؤوليات يتحملها الأردن بالنيابة عن المجتمع الدولي، الذي يجب أن يتابع دوره في التصدي لآثار أزمة اللجوء على اللاجئين والمجتمعات المستضيفة.

وأضاف أنه لا بد من النظر في فرص التعاون والعمل معا، من خلال ملاحقة نحو التكامل الإقليمي في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والنقل والمياه. وقال الملك أن الأردن يحرص على تجسيد هذه الفرص إلى شراكات حقيقية في المنطقة، عن طريق البناء العلاقات التاريخية والراسخة مع دول مجلس التعاون الخليجي والأشقاء في مصر والعراق، لخدمة مصالح الشعوب.

كلمة ولي عهد الكويت

أشار ولي عهد الكويت​، مشعل الأحمد الجابر الصباح، أن التحديات التي تمر بها المنطقة تتطلب منا تكثيف التشاور والتعاون لمواجهتها، ودول مجلس التعاون الخليجي مستمرة في تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع ​الولايات المتحدة​، وتمنى أن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة.

ودعا في مؤتمر صحافي في جدة، ​إيران للتعاون مع ​​وكالة الطاقة الذرية الدولية، وتمنى إنجاح مسيرة السلام الدائم والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية، كما تمنى إقامة دولة فلسطينية، ودعم الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.

كلمة أمير قطر

أعلن الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، في كلمة له خلال افتتاح قمة ​جدة​ للأمن والتنمية، أنّ "المخاطر  بالمنطقة في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أنه "سيظل أحد أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار قائماً ما لم تتوقف ​إسرائيل​ عن انتهاكاتها للقانون الدولي"، وتابع" ما لم تتوقف عن بناء ​المستوطنات​ وتغيير طابع ​القدس​ واستمرار الحصار على ​غزة​".

وقال ابن حمد آل ثاني أنه يترقب دوراً فعالاً للولايات المتحدة في الدعوة إلى مفاوضات جادة لتسوية ​القضية الفلسطينية​، كما ثمن الهدنة بين الجوانب اليمنية ومبادرة السعودية إلى طرحها، واعتبر أنه "لا يجوز قبول الأمر الواقع الذي يعني استمرار الظلم الفظيع الذي يتعرض له الشعب السوري"، وأردف"يجب ألا ننسى مسؤولية المشاركة في مواجهة التحديات التي تواجه الإنسانية ومنها قضية التغير المناخي".

وأكد أن الدول العربية أجمعت رغم خلافاتها على مبادرة سلام عربية ولا يصح التخلي عنها لمجرد أن إسرائيل ترفضها، مشدداً على أنه "لم يعد ممكنا تفهم استمرار الاحتلال بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشـرعية الدولية"، وأضاف أنه "لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات ودور إسرائيل رفضها والزيادة بالتعنت كلما قدم العرب تنازلات".

وقال بن حمد آل ثاني أنّ استناد جوانب النزاعات للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، يخفف على الشعوب الكثير من الضحايا والمآسي،  واعتبر أن الأزمات والحروب في أي منطقة تؤثر على العالم، كله، وأكد أنّ الحرب في ​أوكرانيا​ ساهمت في تزايد أزمة اقتصادية قد تؤدي لكوارث إنسانية. 

وأوضح بن حمد آل ثاني، أن قطر لن تدخر جهداً في العمل مع شركائنا في المنطقة والعالم لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة، مشيراً إلى ضرورة العلاقات الخليجية والعربية عموماً مع الولايات المتحدة، وأهمية الحفاظ عليها وتوطيدها. واعتبر أن دوراً للولايات المتحدة المحوري في ​الشرق الأوسط​ والعالم لا يخفى على أحد، مضيفاً أن الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس لها فحسب بل للمجتمع الدولي بأسره.

وأعلن بن حمد آل ثاني، موقف قطر الثابت بتجنيب منطقة الخليج والشرق الأوسط كل مخاطر التسلح النووي، وشدد على حق دول المنطقة في استخدام ​الطاقة النووية​ للأغراض السلمية وفقا للقواعد الدولية، كما أكد ضرورة حل الخلافات في المنطقة بالحوار القائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية".