الحشيمي: التيار الوطني أفقد رئاسة الجمهورية مقدارها

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 28 سبتمبر 2022
الحشيمي: التيار الوطني أفقد رئاسة الجمهورية مقدارها

اعتبر النائب بلال حشيمي، أن لقاء النواب السنة في ​دار الفتوى​ أتى انطلاقاً من حرص مفتي الجمهورية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​، أولاً على توحيد الصف السني حيال الاستحقاقين الحكومي والرئاسي، مع الحفاظ على العلاقات المتينة والبناءة بين ​الطائفة السنية​ وكل شرائح المجتمع اللبناني، وثانياً على دعم تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، لا سيما أن دار الفتوى تستشعر الخطر على الكيان اللبناني وعلى كل اللبنانيين دون استثناء، معتبراً بالتالي أن دريان كان واضحاً في كلامه عن مواصفات الرئيس المطلوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان، وذلك بالتوازي مع الثبات على ​اتفاق الطائف​ والدستور والعيش المشترك، وعلى إنهاء الاشتباك المصطنع بين اللبنانيين، والأهم على عودة لبنان إلى الحضن العربي بعد أن تم عزله بسبب السياسات الملتوية للعهد وحليفه ​حزب الله​، وبعد أن تحول بفضل تلك السياسات إلى معبر لتهريب المخدرات إلى الدول العربية.

وأشار حشيمي في حديثٍ صحفي إلى أن ما قيل قبل اللقاء وبعده بأن دار الفتوى مدت يدها على الخرج المسيحي عبر تداولها مع النواب السنة في موضوع الاستحقاق الرئاسي باطل ومدان، وذلك لاعتباره أن الطائفة السنية هي من أساسات هذا البلد، وصاحبة باع طويل في الحفاظ على الكيان اللبناني بنموذجيته الفريدة في الوطن العربي، وقدمت قافلة طويلة من الشهداء دفاعاً عن استقلاله وفي طليعتهم المفتي ​حسن خالد​ والرئيس رفيق الحريري، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة السني هو لكل لبنان وليس للطائفة السنية وحدها، ويتم تكليفه بمشاركة النواب المسيحيين والشيعة انطلاقاً من شراكتهم في صناعة القرار السياسي، ما يعني من وجهة نظر حشيمي أن للطائفة السنية دوراً أساسياً لا بل طليعياً في اختيار رئيس الجمهورية الذي هو ليس للمسيحيين وحدهم، إنما أيضاً للسني والشيعي والدرزي والأقلوي، وذلك بمثل ما للمسيحيين من دور أساسي في تكليف رئيس الحكومة وانتخاب رئيس لمجلس النواب.

وأضاف أن من مد يده على الخرج المسيحي هو التيار الوطني الحر نفسه، الذي بسبب سياساته المنحرفة وشغف رئيسه ​جبران باسيل​ بالسلطة، أفقد رئاسة الجمهورية مقدارها، وعزلها عربياً ودولياً، وأوصلها إلى الإفلاس السياسي، وأدخل البلاد ومعها اللبنانيين في زواريب جهنم وما بعد جهنم، مؤكداً أن دار الفتوى والنواب السنة يرفضون انطلاقاً من حرصهم على هيبة الموقع الأول في الدولة، بأن يكون رئيس الجمهورية هو المشكلة أو سببها كما هو حاصل اليوم، نريد رئيساً جامعاً للبنانيين، يحمي علاقات لبنان مع العالم العربي، ويحترم القرارات الصادرة عن ​الجامعة العربية​، ويحافظ على اتفاق الطائف والدستور والعيش المشترك، لا أن يكون محلياً مع طرف دون الآخر، وإقليمياً مع محور على حساب محور آخر، فكيف إذا كان هذا المحور يتلطى تحت شعار الممانعة، ويهدد الهوية العربية للبنان.

وأكد حشيمي أن لقاء دار الفتوى لم ينعقد من منطلق التحدي لا لرئيس الجمهورية وتياره، ولا لأي من حلفائهما داخل لبنان وخارجه، لا بل انعقد من منطلق التلاقي في موضوع رئاسة الجمهورية، مع دعوات بكركي ومشيخة عقل الموحدين الدروز لاختيار رئيس إنقاذي يليق بلبنان واللبنانيين، وما هذا التكامل في الدعوات بين الفعاليات الدينية، سوى خير دليل على أن رئاسة الجمهورية ليست بخير، وعلى الجميع أن يتكاتفوا لإعادتها إلى موقعها على رأس الدولة.