الراعي يُعلق على أحداث الجنوب ويضع النواب أمام مسؤولياتهم

  • تاريخ النشر: السبت، 08 أبريل 2023
الراعي يُعلق على أحداث الجنوب ويضع النواب أمام مسؤولياتهم

لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أن الفساد مُنتشر وأركان السلطة يتهافتون على تحقيق المكتسبات الشخصية والفئوية بالإضافة إلى تحاصص المغانم حتّى بلغ الانهيار ذروته، بالاستيلاء على جنى أعمار المواطنين، وسأل: "أيّ ثقةٍ تُريدوننا أن نعطي المسؤولين عندنا؟”.

واعتبر الراعي في رسالة عيد الفصح اليوم السبت، أن الأسرة الدولية تحمي اللاجئين السوريين على حساب لبنان لأسباب سياسي، خفيةً، شدداً على أنه من واجب النواب والمسؤولين العمل مع الأسرة الدولية على إرجاعهم إلى وطنهم ومساعدتهم هناك. 

ورأى البطريرك الراعي أن مُشكلة الحالة العشائريّة التي تحكم الزعامات المتوارثة تستوجب تغيير الذهنيات وتحرير المواطن من جميع الولاءات إلا الولاء للوطن، فيتساوى عندها المواطنون جميعهم أمام القانون.

وأشار إلى أن النّواب أمام مسؤوليّات عدّة أهمّها انتخاب رئيس للجمهورية ينعم بالثقة الداخليّة والخارجيّة وإلا ظلّ المجلس النيابي مُعطّلاً عن التّشريع والمُحاسبة والمُساءلة فيما هم يشغلون منصباً فارغاً من محتواه، معتبراً أنه إذا لم يفعلوا ظلّت الدولة بدون حكومة كاملة الصلاحيات والوزارات والإدارات العامة مُبعثرة.

وتساءل:  “ألا يشعر المسؤولون بالحياء تجاه العائلات الفقيرة والمُهمّشة فيما هم مأخوذون بمشاريع طنانة غير ضرورية تستوجب ملايين من الدولارات؟ ألا يشعروا بالحياء فيما الكنيسة تدقّ بخجل كبير أبواب المحسنين وهم غير معنيّين تماماً؟”.

وقال الراعي : “المسؤولون ندروا نفوسهم للعمل السياسي وإذا لم يُحقّقوا في ذواتهم قيامة القلب ويعبروا من حالة الخطيئة إلى النعمة لظلّوا مُمعنين في خراب الدولة وهدم مؤسساتها وهدر أموالها وإفقار شعبها”.

وأضاف: "عشنا الأربعاء الماضي مع النّواب المسيحيّين في ظلّ سيدة لبنان- حريصا، خلوةً روحيّةً عمّها الفرح المشترك، بنتيجة إصغائنا معًا إلى تأمُّلَين من الكتاب المقدس، زرعا في قلوب الجميع فرح عمل الله كمبادر أوّل، وفرح العمل المنتظر من الإنسان لإكمال العمل الإلهي فينا وفي دائرة محيطنا وفي شبكة علاقاتنا مع جميع النّاس".

كما لفت الراعي إلى أن "السّلاح غير الشّرعي في حالة انفلات ويجرّ لبنان وشعبه إلى تلقّي ضربات الحروب الّتي لم يقرّرها ولم يردها، كما جرى بالأمس على حدود الجنوب، على الرّغم من قرارات مجلس الأمن وأهمّها القرار 1701". وسأل: "إلى متى تبقى أرض لبنان مباحة لكلّ حامل سلاح؟ وإلى متى يتحمّل لبنان وشعبه نتائج السّياسات الخارجيّة الّتي تخنقه يوماً بعد يوم؟".