الراعي يدعو إلى مؤتمر دوليّ خاص بلبنان

  • تاريخ النشر: الأحد، 13 نوفمبر 2022 آخر تحديث: الإثنين، 14 نوفمبر 2022
الراعي يدعو إلى مؤتمر دوليّ خاص بلبنان

اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في الصّرح البطريركي في بكركي، أنه  أمام فشل مجلس النواب الذريع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أتت الجلسات الخمس في مثابة "مسرحية-هزلية" أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد، ويعتبرون أنه غير ضروري للدولة، ويحطّون من قيمة الرئيس المسيحي-الماروني، بالإضافة إلى فشل كل الحوارات الداخلية أو بالأحرى تفشيلها من سنة 2006 حتى مؤتمر إعلان بعبدا سنة 2012.

ورأى الراعي أن الحل يكمن في الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديمقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها، استناداً إلى دستورها أولاً ثم إلى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان.

ودعا الأمم المتحدة والدول الصديقة إلى التحرّك لعقد المؤتمر سريعاً، مشيراً إلى "أننا رأينا أن هذه الدول حين تريد تحقيق شيء تحققه فوراً مهما كانت العقبات، ولنا في سرعة الوصول إلى اتفاق لبناني / إسرائيلي برعاية أميركية حول ترسيم الحدود البحرية والطاقة، خير دليل على قدرة هذه الدول إذا حسمت أمرها".

كما جدد مطالبته برئيس "على مقياس لبنان واللّبنانيّين، يرفع صوته في وجه المخالفين والفاسدين ومتعدّدي الولاءات، انطلاقاً من موقعه المترفّع عن كلّ الجهات". وأضاف: "نريد رئيساً يتحدّى كلّ من يتحدّى لبنان واللّبنانيّين، ويقضي على المساعي إلى تغيير هويّة لبنان الوطنيّة والتّاريخيّة".

وأكد الراعي أنّه مهما كان شكل لبنان الجديد، "فلن نسمح بالقضاء على خصوصيّته وهويّته وتعدديّته وكلّ ما يمثّل في هذا الشّرق، من وطن شكّل مكاناً آمناً للمسيحيّين كما لسواهم"، مشيراً إلى أنّه "لا يمكن التّنكّر لكلّ تضحياتنا من أجل لبنان وكلّ اللّبنانيّين، وللشّهداء الّذين سقطوا دفاعاً عن النّموذج الحضاري وإنقاذاً للشّراكة الوطنيّة".

وأشار إلى أن فكرة الرئيس التوافقي مرحَّب بها شرط ألا يُراد من الحقّ باطل، معتبراً أن الرّئيس التوافقي هو رئيس صاحب قرارات سياديّة لا يساوم عليها، وهو الّذي يحترم الدّستور ويطبّقه ويدافع عنه، ويظلّ فوق الانتماءات الفئويّة والحزبيّة.

كذلك، شدّد  الرّاعي على أنّ الرّئيس التّوافقي ليس رئيساً ضعيفاً، بل يدير الأزمة ويداوي الدّاء بالدّاء، ولا يبتعد عن فتح الملفّات الشّائكة الّتي هي السّبب الأساس للوضع الشّاذ السّائد، وأضاف: "هو ليس رئيس تحد يفرضه فريق على الآخرين"، لافتاً إلى "أنّنا كلّما وصلنا إلى استحقاق انتخاب رئيس الجمهوريّة، يبدأ اختراع البدع والفذلكات للتّحكّم بمسار العمليّة ونتائجها، على حساب المسار الدّيمقراطي، علماً أنّ الدستور واضح بنصّه وروحه بشأن موعد الانتخاب والنّصاب".