نصرالله لـ"التيار": لا نجبر أحداً على التفاهم

تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال مهرجان "الوفاء والكبرياء"، الّذي نظّمه الحزب في الذّكرى الثّالثة لاغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثّوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، وتطرّق لموضوعات عدة، أبرزها الخلاف الحاصل أخيراً بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والملف الرئاسي، ووضعه الصحي، بالإضافة إلى ما يحصل في فلسطين في ضوء تشكيل الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة.

الاستحقاق الرئاسي

رئاسياً، لفت نصرالله إلى أنه من حق حزب الله الطبيعي المطالبة برئيس لا يطعن بالمقاومة، مؤكداً أنه لا يريد رئيساً يحمي المقاومة "لأنها ليست بحاجة إلى حماية" بل يريد رئيساً لا يطعن في ظهرها، معتبراً أن من حقه التمسك برئيس لا يطعن ظهر المقاومة "لأن غير ذلك هو الذهاب إلى حرب أهلية". وأشار إلى أن إيران لا تفاوض إلا على الملف النووي فقط، قائلاً إن الأميركيين هم من يريدون إدخال ملفات المنطقة في المفاوضات، و"من يربط ملف الرئاسة في لبنان بالملف النووي هو جاهل"، وأضاف أن طهران لم تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي على مدى 40 سنة.

الخلاف مع التيّار الحر

من جهة أخرى، أكد الأمين العام لحزب الله الحرص على حل الخلاف بين الحزب والتيار الوطني الحر، وقال: "نحن لا نجبر أحداً على الصداقة والتفاهم"، وأضاف أن الكثيرين كانوا يراهنون على سقوط التفاهم بين الجانبين لكنه لم يسقط، وتابع: "لن ننزع يدنا من يد صديق أو حليف".  وأشار إلى أنه كان يقول دائماً لرئيس "التيار" النائب جبران باسيل إنه "إذا كنتم تشعرون بالحرج من التحالف معنا فأنتم غير ملزمين".

حكومة "مجانين" برئاسة نتنياهو

وحذّر نصرالله من اندلاع حرب ثانية في المنطقة، إلى جانب الحرب الأوكرانية، إذا استمرّت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو بفاسديها ومجرميها ومتطرفيها في انتهاك المقدسات، مشيراً إلى أن  التعرض للمسجد الأقصى والمقدسات المسيحية والإسلامية لن يفجر الوضع في فلسطين فقط بل في كل المنطقة، ومؤكداً أن مثل هذا الانتهاك يعجل في سقوط "الكيان الإسرائيلي المؤقت".

من جهة أخرى، شدد نصرالله على أهمية استمرار الدولة اللبنانية بمشاريع التنقيب على النفط والغاز،  مؤكداً أن المقاومة لن تقبل بأي تغيير لقواعد الاشتباك في لبنان، و"هم يعرفون أننا كنا جاهزين للذهاب إلى أبعد مكان في فترة ترسيم الحدود".

الوضع الصحي لنصرالله

وردّاً على تقارير الإعلام الإسرائيلي وبعض الإعلام العربي حول وضعه الصحي، طمأن نصرالله أنه لا داعي للقلق، "عندي حالة تحسس من 30 سنة، هذا زكام متل كل الناس"، واعتذر من جميع المحبين لما جرى في الأيام القليلة الماضية و"أنني شغلت بالكم"، وشكر كل الذين دعوا وتصدقوا لشفائه.

سليماني والمهندس

وعرض نصرالله مطولاً أهم إنجازات سليماني والمهندس في المنطقة ودورهما في جمع محاور المقاومة، ولفت إلى أنه لولا سليماني لنجحت الحرب الإسرائيلية على لبنان، ولأكملت على سوريا، مشيراً إلى أن المسؤول الإيراني الراحل واجه نسختين من مشروع الشرق الأوسط الجديد في لبنان وفلسطين، أوّلهما المشروع الأميركي الثّابت في المنطقة، القائم على الهيمنة والتّسلّط والإمساك بالنفط والغاز والموارد الطّبيعيّة والأسواق والقرار السّياسي، "وفي قلب المشروع هناك إسرائيل التّي هي الثّكنة العسكريّة الأميركيّة المتقدّمة"، وأضاف أن أسوأ ما تم استخدامه في النسخة الثانية لمشروع الشرق الأوسط الجديد هو الطائفية والفكر التكفيري. .