ميقاتي: نتحمل المسؤولية ولكن لن نكون انتحاريين

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 04 أبريل 2023
ميقاتي: نتحمل المسؤولية ولكن لن نكون انتحاريين

توقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ،  في كلمة ألقاها خلال حفل إفطار "دار الأيتام الإسلامية" غروب اليوم، عند "الخطاب الطائفي المتفلّت الذي شهدنا أحد أبشع مظاهره في ما جرى قبل أيام"، وقال "إننا إذ نقدر الكثير من الأصوات الحكيمة التي عبّرت عن رفضها وإدانتها للتجييش البغيض، فإننا ندعو المرجعيات المعنية إلى معالجة ذيول ما حصل ورأب الصدع". وأضاف:"أدرك تماماً عتبكم الضمني على ما جرى واستيعابنا بصدرنا ما حصل، ولكن كونوا على ثقة، بأن ما قمنا به جنّب وطننا مخاطر دفع إليها أصحاب السلوك الفتنوي الذي جرّ ويجّر الويلات على الوطن".

وتابع: "حين يتحدّث الجميع عن حقوق  الطوائف  لا يمكن إلاّ أن نحمي حقوق السُنّة في لبنان، كمكوّن أساس وتعزيز وجودهم ليقوموا بدورهم الوطني في الدفاع عن وحدة البلاد والتمسك بالمصلحة الوطنية الكبرى. وأكبر إساءة تُوجّه إلى السُنّة هي في تحويلهم إلى مذهب في مواجهة مذاهب أخرى، فيما هم في الواقع أبناء دولة، ملتزمون خيارها، الدولة الحاضنة للجميع والعادلة مع الجميع".

واتهم البعض بأنه "يريد الهروب من مسؤوليته عن عدم إجراء الانتخابات الرئاسية وإقرار القوانين المطلوبة، بتحميلنا المسؤولية عما ارتكبته السياسات العقيمة على مدى كل السنوات الماضية"، لكنه أكد "أننا لن نلين أو نستكين أمام طغيان أحد أو افتراء أحد، والحملات الإعلامية والإساءات الشخصية المنظمة والمستمرة لن تنجح في تحميلنا مسؤولية جهنم التي وعدونا بها أو في إحباطنا" وقال: "لقد بقيت متمسكاً بمسؤوليتي شعوراً مني بأن التخلي عنها سيقضي على ما تبقَّى من مقومات الدولة والكيان وقدرة صمود لدى الشعب".

وتوجه ميقاتي إلى "الذين يطيب لهم انتظار تطورات تأتي من الخارج، فراحوا يملأون الوقت الضائع بالتنصل من التبعات بتوجيهها إلى"، وقال لهم: "أنا  لا  أتحدث بلغة المرارة ولكن بلغة صارمة مفادها، أن لكل شيء حدوداً، وأن التهتك الوطني والأخلاقي ستكون له أوخم العواقب. يأخدون علينا الهدوء والصبر والنفس الطويل ونُعيب عليكم قصر النظر وضيق أفق الرؤية،  يأخذون علينا خطابنا المتوازن المعتدل وتمسكنا بالحقوق بصلابة بدون ضجيج، ونحن مستمرون على هذا النهج، وبالخطاب المقرون بالفعل. لا نرفع السقوف ولا نلين بقول الحق. يأخدون علينا العطاء بدون ضجة وخدمة الناس سراً أكثر من العلانية، ونقول لهم عطاؤنا لله وهو يُجزي عليه، وخدمة الناس عبادة فخيركم خيركم لأهله. يغطون على فشلهم وخلافاتهم  وقلة الكفاءة وانعدام الإحساس بالمسؤولية، وعلى عبثهم بمقدرات البلاد والمواعيد الدستورية وخرق القوانين، وهو نهج دأبوا عليه منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بالتصويب على رؤساء الحكومات السابقين ورئاسة الحكومة وما تبقى من هذه الحكومة الموقتة، وتحميلها وزر ما جنت أياديهم".

وتابع: "عندما قلت اللهم إنني بلّغت ، كنت أحذر من الخطر الداهم الذي فاق قدرة اللبنانيين على الصبر والتحمّل. حكومتنا تقوم بتسيير الأعمال وتصريفها ضمن الحدود الدنيا المتاحة دستورياً، وتقوم بدور الحافظ للكيان والمؤسسات، ولكن تمادي القوى السياسية في إهمال واجباتها الدستورية ، يضع البلد أمام خطر الانحلال الكامل، وهو أمر لن نقبل بتحميلنا مسؤوليته نيابة عن الآخرين".

ورأى أن  "الحل يبدأ أولاً بإعادة انتظام العمل الدستوري وانتخاب رئيس الجمهورية وإقرار سلسلة التعيينات في المؤسسات الأساسية والحساسة للحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار وإقرار الإصلاحات المطلوبة".

وقال: "لقد عقدنا العزم على مواصلة تحمل المسؤولية لأننا على قناعة بأن هذا الأمر يحمي وطننا، ولكننا لن نقبل أن نكون انتحاريين أو ضحية مكائد الأشرار عديمي الضمير والمسؤولية".